العدد 2296
الثلاثاء 27 يناير 2015
banner
نصرالله ونتنياهو... من يحرج الآخر؟ د.محمد المحاسنه
د.محمد المحاسنه
تحليل إخباري
الثلاثاء 27 يناير 2015



ضربتان موجعتان وجههما كل منهما للآخر، بدأها نصرالله في خطابه الأسبوع الماضي الذي هدد فيه إسرائيل بشكل موجع للداخل الإسرائيلي، ثم رد نتنياهو بقصف من مروحية إسرائيلية قرب القنيطرة السورية ذهب ضحيته ستة من قادة حزب الله العسكريين بالإضافة الى جنرال ايراني كان معهم، ومن بين هؤلاء جهاد مغنية نجل عماد مغنية القائد العسكري السابق في حزب الله الذي ذهب هو أيضا ضحية عملية اغتيال بتفجير سيارة في دمشق قبل سنوات.
ربما أراد نصرالله التلميح لإسرائيل بالقدرات القتالية لحزب الله في الوقت الحاضر من باب الردع، حيث إن اسرائيل الآن على وشك القيام بحركة سياسية تصفوية للقضية الفلسطينية مستغلة حالة التردي والانحدار الخطر الذي تمر به المنطقة وبشكل لم يسبق له مثيل، وقد تقتضي هذه الحركة التصفوية ضرب القوى المحيطة بإسرائيل التي لديها القدرة على الدخول في حرب مع إسرائيل، وقد كانت الحرب التي شنت على غزة من هذا القبيل مع ما يستتبع ذلك الآن من ضغوط وحصار على غزة من باب الترهيب والتلويح بحصار قاتل بالمعنى الحقيقي للكلمة تتعاون في تطبيقه مع إسرائيل أطراف أخرى. نرجح أن تهديدات نصرالله كانت من اجل ردع اسرائيل عن التجريب ضد حزب الله كما عملت مع حماس في غزة خصوصا أن اسرائيل قد تعتبر حزب الله في حالة ضعف بسبب الجبهة التي يفتحها مع القوى المعارضة للنظام السوري على الأراضي السورية.
لكن تهديد نصرالله كان للإسرائيليين وربما تسببب بالاكتئاب لكثيرين منهم لأنه توعد اسرائيل بحرب مختلفة تنقل فيها المعركة الى اراضي فلسطين المحتلة.
اسرائيل بدورها التي تتبع سياسة عدم السماح لأية قوة اخرى على حدودها بالتوازن معها في الردع ردت على تهديدات نصرالله ردا موجعا ايضا فقتلت ستة من القادة العسكريين وأحرجت النظام الإيراني ايضا لأنها قدمت الدليل على ان ايران متورطة في الحرب التي يخوضها النظام السوري ضد معارضيه بمقتل الجنرال الإيراني في العملية.
نعتقد ان حزب الله إن كان يريد الرد والانتقام فإن الرد لن يكون سريعا لأن السماح للخصم بتحديد زمان ومكان المعركة لا يكون في صالحك.
كذلك وكما يقال فإن الانتقام يقدم للخصم بطبق بارد بمعنى ببرودة أعصاب وليس من خلال انفعال، وقد يتساءل القارئ اذا لماذا تستعد اسرائيل وتنشر القبة الحديدية على الحدود متوقعة الرد السريع من حزب الله، فنقول لابد للعسكريين أن يفعلوا هذا لأنهم لو ما فعلوه لقدموا لخصمهم الوقت والمكان المناسب للرد على طبق من ذهب.
قد يتعرض حزب الله للحرج طوال الفترة التي تسبق الانتقام من الإسرائيلي لكنهم وعلى الأرجح لن يستطيعوا فعل شيء الآن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .