العدد 2259
الأحد 21 ديسمبر 2014
banner
مقتل الوزير الفلسطيني...؟ د.محمد المحاسنه
د.محمد المحاسنه
تحليل إخباري
الأحد 21 ديسمبر 2014

ما حصل هو قتل، وليس نوبة قلبية، فالطبيب الإسرائيلي اليهودي الذي شارك في تشريح الجثة لتحديد سبب الوفاة قال إن الوزير كان مريض قلب، وإن مريض القلب إذا ما جرى الضغط على رقبته كما حصل مع الوزير الفلسطيني، فإن هذا الضغط على الرقبة يؤدي إلى إغلاق الشريان الرئيس في القلب، وبالتالي الوفاة، ووفقا لمنطق السببية، فإن الضغط على رقبة الوزير أبو عين -رحمه الله- كان هو السبب الذي استدعى النوبة القلبية، وكان هو السبب في الوفاة.
الإعلام الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية اتجها نحو تحميل السلطة الفلسطينية المسؤولية، ووصفا المرحوم بأنه قاتل أطفال ومخرب ولماذا يعين وزيرا، وهذا المنطق إن دل على شيء، فإنه يدل على العنصرية والصلف الذي ليس له حدود، ويدل أيضا على الاستهانة المبالغ بها بالسلطة الفلسطينية.
وقبل الوزير الفلسطيني، قتل الإسرائيليون بدم بارد قاض أردني ولم يعلم ما إذا عوقب قتلة القاضي الأردني أم لا، ونعتقد أن الأمر سيكون كذلك بالنسبة لقتلة الوزير الفلسطيني.
قد يكون السبب في رخص الدم العربي هو رخص المواطن العربي في نظر أنظمة الحكم العربية، والذي يؤدي إلى عدم اتخاذ موقف حاسم تجاه إسرائيل عندما تقتل العربي بدم بارد، إسرائيل لا تعترف بخطأ ما عندما تكون عمليات القتل أو المجازر منفذة ضد عرب، فهل يكون ضعف النظام العربي هو السبب الآن أم إن إسرائيل وطبيعتها هي السبب، وهي طبيعة خارجة على الأطر المعروفة في العالم، فلمن لا بعلم إسرائيل ليس لها حدود من منظور النظام في إسرائيل هناك، وما تتعامل معه على الواقع من حيث إنه حدود ليس إلا حدودا واقعية قابلة للتمدد أو التغيير في أي لحظة حتى أن رئيسا أميركيا طلب من إسرائيل أن تحدد لها حدودا معروفة. وإسرائيل أيضا دولة بلا دستور، ويعتمدون على دستور الأمر الواقع المقرر عرفيا، وهو قابل للتغيير بسهولة. وإسرائيل وحدها التي تريد أن تكون دولة على أساس ديني، في حين أنها تقود أشرس حملة الآن ضد الإسلام من منطلق أن كل من يعمل لمصلحة الإسلام والمسلمين من ناحية سياسية هو إرهابي. وإسرائيل منذ أوجدت لم يستقر لها قرار حتى المعاهدات التي أبرمتها مع أنظمة عربية هي بمثابة الحبر على الورق من ناحية السلام الذي تنص عليه هذه المعاهدات؛ لأن إسرائيل نفسها لا تحترم هذه المعاهدات، ولا تريد أي سلام من أي نوع كان. إسرائيل كما وصفها صحافي غربي عندما قال إسرائيل ليست دولة، وإنما حادثة بدأت عام 1948 ولم تنته بعد.
ماذا سيكون الرد الفلسطيني على مقتل الوزير، الجواب هنا الحيرة؛ لأن الرد الفلسطيني سيختلف إن كان صادرا عن الفلسطينيين أنفسهم عما إذا كان صادرا عن السلطة الفسطينية، وحتى هذه اللحظة لم يعلن الرد الذي وعد به رئيس السلطة الفلسطينية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية