العدد 2235
الخميس 27 نوفمبر 2014
banner
نتنياهو يورط إسرائيل... ويربك المنطقة؟ د.محمد المحاسنه
د.محمد المحاسنه
تحليل إخباري
الخميس 27 نوفمبر 2014



ربما كانت أخطاء اليمين الإسرائيلي وعلى رأسه نتنياهو السبب في هذا السيناربو المفاجئ في المنطقة، سيناريو يربك المنطقة ويضع إسرائيل في ورطة لا تحسد عليها، بدأت الأخطاء في الحرب على غزة وما سبقها وتبعها من استفزازات تتعلق بالأقصى وغيره الى أن بدأت الأمور بالخروج عن السيطرة الإسرائيلية حيث ابتدأت فعاليات انتفاضة وإن كانت تسير ببطء حتى الآن في الضفة الغربية والقدس بالذات، فما هو السيناريو السابق على هذه الورطة وبأي اتجاه كان يسير؟
كانت قوة المقاومة الفلسطينية في غزة وعلى رأسها حماس تمنع الحلول التصفوية الاستسلامية التي من الممكن أن تفرض على السلطة الفلسطينية، وكان السيناريو هو ترك غزة حتى تخنق تماما بسبب الحصار الذي سيكتمل فيما بعد وعلى الأرجح ان حرب نتنياهو الأخيرة على غزة كانت من اجل الإسراع في عملية الانهيار الداخلي في غزة بسبب الدمار المتزايد والحصار المشدد، وكان عباس يمهد الى تحسين شروطه عن طريق الحصول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية والأمم المتحدة، وكانت النهاية المنتظرة لذلك السيناريو هي انهيار سلطة حماس في غزة وعودة السلطة الفلسطينية ثم الحل الذي تحضر له إسرائيل على الارجح بإدخال طرف عربي ثالث على الخط مع إسرائيل والفلسطينيين.
السيناريو الآن يتغير بفعل انتفاضة بدأت بوادرها تتسبب في ضغط هائل على الحكومة الإسرائيلية يربكها ويجعلها غير قادرة على العودة الى السيناريو الذي كان ينتظر اكتماله بالإغلاق التام على اهل غزة، هذا السيناريو الجديد قد يطيح بالحكومة الإسرائيلية وقد تستبق الحكومة الإسرائيلية سقوطها بأعمال خرقاء كإشعال حرب على السكان في الضفة الغربية بهدف التهجير الى الخارج وإلى الأردن بالذات.
حكومة نتنياهو الآن تعتقد أنها بالضغط المتزايد على عباس رئيس السلطة الفلسطينية تستطيع العودة الى الإمساك بزمام امور السيناريو السابق، لكن الخطأ الإسرائيلي القاتل الذي ارتكبه نتنياهو هو أنه دخل على خط الاستفزازات بشأن الأقصى في ظل هذه المعمعة وهو الأمر الذي لن يجعل باستطاعة عباس فعل شيء للخروج من الورطة.
في الوقت الحاضر تمارس الضغوط على السلطة وعلى عباس بالذات وتحاول الحكومة الإسرائيلية العودة الى ضبط المتطرفين اليهود حتى تتمكن من العودة الى العمل على السيناريو السابق ويبقى الأمر الأقوى من جهود الطرفين هو احتمالية اشتداد أعمال الانتفاضة حتى تصبح شاملة وحينها تصبح الاحتمالات مفتوحة على كل شيء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .