العدد 2928
الخميس 20 أكتوبر 2016
banner
الصورة واضحة فلماذا الصمت؟ أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الخميس 20 أكتوبر 2016

حسب الأخبار ذات المصدر الواحد فقد تحركت القوات العراقية والأميركية ومن معها لدخول الموصل، عشرات الآلاف من الجنود والعتاد في تلك القوات لتحرير المدينة من مئات وإن زادوا فهم عدة آلاف من عناصر تنظيم الدولة المسلحين بأسلحة خفيفة كون العالم كله يحاصرهم ويمنع عنهم كل شيء (وهذا حسب ما يقال بالطبع)، وهو ما يعني عدم تكافؤ القوة بين الجانبين ناهيك عن المعلومات المخابراتية الوفيرة التي من المفترض أن تكون تحت يد القوات العراقية والدولية وانعدامها عند عناصر التنظيم، ومع ذلك يقول المتحدث باسم الييت الأبيض إنها ستكون معركة طويلة وصعبة! فكيف يمكن فهم ذلك أو تفسيره؟
الجانب الأميركي - ومعه الرسمي العراقي - يرى في المتابعين أنهم أغبياء لا يفهمون حتى مع الحصار الإعلامي المصاحب لتلك الحرب، لذلك يتحدث بأمور غير منطقية ولا يمكن قبولها ويريد منا أن نقبلها ونوافق عليها، مع أننا نعي أن الهدف ليس التنظيم بحد ذاته ولا عناصره (بدليل الأنباء التي روجها العراق الرسمي حول دعوة التنظيم أعضاءه للفرار من الموصل)، ولكن الهدف أمر آخر يتمثل في المدينة ذاتها والقاطنين فيها من الأغلبية العربية الرافضة لما يجري في العراق والرافضة لاحتلاله سواء من قبل الولايات المتحدة الأميركية أو من فارس المتحالفة معها. الجميع يعرف هوية المدينة وما تمثله تاريخيا ودورها في التاريخ العربي الإسلامي (ومعها حلب المنكوبة حاليا حتى يمكن للقارئ الربط بين المدينتين وما يحدث فيهما)، هذه المدينة يجب أن ينقلب الوضع فيها وتتغير تركيبتها الديموغرافية، ويجب أن تبتعد عن رفض ما يحدث وتخضع له، لذلك وضع سيناريو احتلالها وتحريرها وتعليق كل ذلك على تنظيم غريب سمي “داعش” لينأى الرسميون في العراق وأميركا بأنفسهم عن كل ما سيحدث فيها، كما حدث في غيرها، وتعليق كل ذلك على التنظيم، بل حتى القتل على الهوية الذي سنسمع عنه سيكون السبب فيه أعضاء التنظيم حسب ما سيقال. كل ذلك يمكن فهمه واستيعابه كوننا نعي ماهية الرسميين في العراق وأميركا ونعرف من أين قدموا وإلى أين هم ذاهبون ولماذا يفعلون ما يفعلون، ولكن ما لا نستطيع فهمه واستيعابه هو الموقف الغريب من الأجهزة الرسمية العربية من حكومات وتنظيمات كثيرة وصمتها عما يجري وعدم قيامها بشرح الحقيقة المعروفة وتحديد موقفها الرافض لما يحدث في العراق، هل هو الخوف من التنظيم أو الخوف من أميركا أو من أمر آخر لا نعلم به. لم نسمع شيئا من الأمة سوى تصريح وحيد لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وهو أكثر وزراء الخارجية العرب نشاطا في الوقت الراهن، والذي حذر من حدوث أمور في الموصل مشابهة لما جرى في الفلوجة والرمادي، والجميع يعرف ما حدث هناك، أما الباقون فقد آثروا الصمت، لماذا؟ الله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .