العدد 2909
السبت 01 أكتوبر 2016
banner
حين تنقلب المبادئ... “بيريز” أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
السبت 01 أكتوبر 2016

قد تكون المصالح المعيار لتحديد ما هو غث وما هو سمين، والتمييز بين الصالح والطالح، فما يكون في نظري سيئا قد يكون عند عدوي جميلا، والعكس صحيح، وهكذا دون معيار واضح يفرق بين الاثنين، خصوصا في السياسة التي تحمل بين طياتها المتناقضات وتحكمها المصالح، إلا أن هناك مبادئ بعيدة عن المصالح يمكن من خلالها التمييز بين الاثنين، حتى لو أراد طرف ليها لتناسب ما يريد ولتخدم مصالحه كما رأينا كثيرا في السنوات الأخيرة ومن خلال الحراك الشعبي العربي، في هذه السنوات انقلبت الكثير من المعايير ومنها حقوق الإنسان لتكون أداة في يد السياسة والمصالح الدولية، ولكن الحقيقة لا يمكن أن تغيب في نظر العدالة.
لا يمكن القول بصحة عمل إنسان إذا كانت نتيجة هذا العمل جريمة بكل المقاييس أو أن ديدنه هو ارتكاب الجرائم بحق الآخرين وقتل من يعاديه أو يحمل فكرا مناقضا لفكره دون فعل مضاد من قبل الآخر، لذلك تكون المبادئ العامة هنا هي المعيار الذي على أساسه يجزم العدل والحق أن “شيمون بيريز” مجرم بكل المقاييس دون أدنى ذرة من الحق تحملها أعماله منذ قدومه إلى فلسطين مغتصبا أرضا ليست أرضه، وطاردا صاحبها دون وجه حق.
فكل أعماله التي أقدم عليها من خلال المناصب التي تبوأها في الكيان الصهيوني، تحمل سمة الجريمة ولا يمكن تبريرها إلا عند فاقدي الإحساس وعديمي الضمير والتابعين للحركة الصهيونية والسائرين في ركب المال كالإدارات الأميركية المتعاقبة منذ نشأة الكيان، والغرب الاستعماري الذي أوجد هذا الكيان الغاصب خلقا بلا أساس وقدم له الرعاية ليصل إلى ما وصل إليه.
هذا الانقلاب في المبادئ التي درج عليها الغرب طويلا، خصوصا في علاقته مع الأمة العربية نراه اليوم في الإشادة بهذا المجرم الذي يتبوأ مكانة في جهنم حاليا، ولا نقول ذلك شماتة في ميت، ولكنه الواقع الذي عاشه هذا المجرم، ونتيجة هذا الواقع عند الخالق سبحانه وتعالى، الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، فقد ساهم هو ومن معه من مجرمي الإنسانية في فلسطين المغتصبة، في تشريد البشر، ومارسوا قتل البشر دون حق بل لاغتصاب الحق، ومازالوا يمارسون الجرائم بحق الشعب منذ أكثر من سبعة عقود.
من المعيب أن نسمع رؤساء دول يشيدون بمثل هذا المجرم، وكل تلك الأقوال من المديح بحقه وكأنه حمامة سلام وسط محيط من الصقور الجارحة، مع أن العكس هو الصحيح، عيب على رئيس أميركا أن يتحدث بمثل هذا ولكنه ومن معه من زعماء الغرب لا يعرفون العيب الذي نعرفه ولا يفهمون المبادئ التي نعرفها أو العدالة التي ننشدها... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .