العدد 2814
الثلاثاء 28 يونيو 2016
banner
الحرب غير المفهومة في الفلوجة أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الثلاثاء 28 يونيو 2016

كما حدث في الفلوجة عام 2007 على ما نذكر يحدث الآن في عام 2016، أيام اياد علاوي حينها تم طحن عرب الفلوجة تحت ذريعة محاربة (الإرهاب) وحينها حدث تعتيم إعلامي شامل منع المعلومة من الوصول إلى الخارج إلا ما كان يتم تسريبه عن طريق قناة الجزيرة حينها، وتمت ممارسة القتل الممنهج حينها لأهالي المدينة دون أن يعرف العالم ما يحدث ولماذا يحدث إلا القوات الأميركية التي كانت تمارس عملية القتل ومن يسير في نهجها من خونة العراق، واليوم يحدث نفس ما حدث في تلك السنة، فليس هناك معلومات ترد عما يحدث إلا تلك المعلومات التي تبثها الأجهزة الإعلامية العراقية الرسمية التي تنقل ما يراد نقله فقط وما تريد السلطة للعالم أن يعرفه.
الذريعة اليوم هي نفس الذريعة السابقة – أي محاربة الإرهاب – وكأن اهالي الفلوجة بمجملهم إرهابيون في نظر من يمسلك زمام الأمور في العراق، وهي حقيقة نقرها كون أهلاي الفلوجة يرفضون ما يحدث في بلدهم من قبل فارس ومن يأتمر بأمرها لذلك هم إرهابيون في نظر تلك السلطة، فهل صحيح أن تنظيم الدولة أو قوات الدولة الإسلامية هي التي تتم محاربتها في الفلوجة أم هي الأخرى يتم اتخاذها ذريعة للإجهاز على من تبقى من أهالي الفلوجة العرب الذين مازالوا يرفضون الهيمنة الفارسية على العراق وعلى قراره.
ما يحدث يجعل الإنسان العادي يتشكك في كل ما يجري، يشك أن الحرب ضد قوات الدولة الإسلامية كما كان يشك في أن القتل الذي حدث في السابق كان ضد قوات تنظيم القاعدة، فقد أصبحت الأسباب جاهزة لمن يريد ممارسة هوايته في قتل البشر، فكلمة الإرهاب جاهزة، وإلصاقها في أية جهة غدا أمرا سهلا ميسورا في ظل الهيمنة الفارسية الأميركية على العراق وشعبه، وما يفعله النظام العراقي بأهالي الفلوجة اليوم يؤكد ما كان يرفضه الكثيرون عن نظرية المؤامرة، فالقتل الجاري الآن على قدم وساق لتلك المدينة وأهلها يؤكد تلك النظرية خصوصا حين يتم وضع كلمة الإرهاب في الطريق ويتم اتخاذها ذريعة لتصفية الحسابات بين البشر هناك، فمن رفض ويرفض الاحتلال لبلده يعد إرهابيا اليوم وتجب تصفيته.
طوال الثلاث عشرة سنة الماضية مارست فارس ومعها الولايات المتحدة الأميركية جميع أنواع الإرهاب والقتل بحق الشعب العربي العراقي الذي رفض احتلال وطنه من قبل الأجنبي ولم يتحدث أحد أو يستنكر احد ما فعلته وكأنه لم يكن إرهابا، والمطلوب منا جميعا كعرب أن نقر بما يحدث الآن ونوافق عليه وكأننا بلا عقول تفكر ولا قلوب تحن ولا إحساس بالمصائب التي يصنعها النظام العراقي لشعب العراق الرافض لما يحدث، وكأن الاحتلال أصبح حقيقة يجب الموافقة عليها من قبل ذلك الشعب الأبي، اما الإرهاب الحقيقي الذي تمارسه فارس في العراق وغيره فيجب قبوله والموافقة عليه كونه يخدم الأسياد المهيمنين على كل شيء في العالم بما فيه منظمات حقوق الإنسان الصامتة حاليا عن المجازر التي تجري في تلك المدينة، فصفة الإرهاب تم لصقها فقط بالعربي المنتمي لوطنه والمؤمن بعروبته والمدافع عن حقه في وطن مستقل صاحب قرار.
نحن لسنا أغبياء حتى يتم الضحك علينا بمقولة الإرهاب في كل مرة، فلنا عيون ترى وعقول تفكر وتعي ما يجري، ونعرف أنه سيناريو وضع للتخلص من كل مقاومة للاحتلال الجاري على العراق، وهي المتركزة في المناطق الغربية من العراق، وهي المناطق التي يجب ان تصمت وتخضع بالقوة، لذلك تم تسليم تلك المناطق لجهة ما، قيل إنها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) حتى يتم ما تم تسميتها عملية تحريرها واستعادتها، والهدف من كل ذلك هم عرب تلك المناطق الذين كانوا ومازالوا الضحية في كل ذلك... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .