العدد 2812
الأحد 26 يونيو 2016
banner
لماذا كل هذا التوتر من فارس أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الأحد 26 يونيو 2016



ما نراه ونتيقن منه أن فارس تبحث دائما عن سبب لتوتير علاقتها مع دول الخليج العربي، وتتخذ من مملكة البحرين وما تقوم به على أرضها ذريعة لكل ما تبثه من سموم وتمارسه من تدخلات مرفوضة وغير مبررة في الشأن الداخلي لهذه الدول، وإن كنا نقول منذ زمن ومازلنا نكرر ان الولايات المتحدة تتعامل معنا بمعايير مزدوجة فإن فارس هي الأخرى تسير على نفس النمط والطريق وتتعامل في كل شيء معنا بازدواجية غير منطقية وواضحة وضوح الشمس.
ما قامت به مملكة البحرين شأن محلي وقضية تمس أمنها واستقرارها فما علاقة إيران وغيرها بهذا الحدث أو هذا التصرف، ثم إن ما حدث له علاقة قانونية أو هو أمر سيمس الشأن القضائي الذي لا يحق حتى للمواطن التدخل فيه او التقليل من شأنه، فكيف يكون لدولة أجنبية ذات علاقة غير سوية مع المملكة أن تمارس كل هذه الضغوط وتتحدث وكأن الأمر شأن يسمها بصورة مباشرة؟ مع أن فارس تمارس داخليا أمورا بعيدة عن القانون والمنطق بحق المواطنين الواقعين تحت سلطتها، ومارست أمورا أشد بحق بعض رجال الدين عندها لمجرد اتخلافهم مع المرشد على بعض الأمور الدينية، فهل ذلك حق لها وممنوع على غيرها، وجميعنا نتذكر ما حدث لبعض رجال الدين هناك مثل منتظري وشريعتمداري وغيرهما وهو أكبر بكثير مما اقدمت عليه السلطات في مملكة البحرين، فهل ما قامت به صحيح وما يقوم به غيرها خطأ، وهل على الجميع أن يدور في فلك الولي الفقيه وإلا كان مخطئا ويستحق العقاب؟
بموقفها الحالي وموقف من يدور في فلكها يتبين بجلاء أن ما قامت به السلطات في مملكة البحرين يصب حتما في هدم ركن كبير من أركان مشروعها الذي خططت له كثيرا ومازالت تراهن عليه حتى الآن، خصوصا بعد ما حدث في اليمن وما نراه في العراق والفلوجة على وجه الدقة وسوريا هي الأخرى، فجميع تلك الأماكن أوضحت بصورة جلية ما ترمي إليه السلطات في إيران وما تريد أن تقوم به في الخليج العربي، وتوجيه ضربة لهذا المشروع في اليمن خلخله ووضعه على الطاولة أمام الجميع ولم تعد تستطيع إنكاره أو التمويه عليه امام الغير، وهي تبين الآن بعد الحدث الأخير في المملكة أن ما أقدمت عليه السلطات البحرينية يصب في نفس المصب ويسير على نفس طريق ما يحدث في اليمن، بالتالي ليس عليها إلا أن ترفضه رفضا مطلقا حتى لا يتأثر مشروعها اكثر مما هو متأثر في الوقت الراهن، خصوصا بعد الأحداث التي تعصف بسوريا والعراق.
اما موقف الولايات المتحدة الأميركية فهو يعني توافقها مع فارس في المشروع الفارسي الذي وضع لمنطقة الخليج العربي، ولا يريد الطرفان ان يحدث ما يعكر صفو هذا المشروع من أية جهة كانت، لذلك بدأت عن طريق بعض قادتها اللعب على المكشوف والتهديد بحرب داخلية تعمل منذ زمن على إشعالها في المنطقة عن طريق بعض التابعين لها والمؤتمرين بأمرها أيا كانوا وأينما وجدوا، لأن فشل هذا المشروع سيكون له تأثير مدمر على فارس أكثر مما يتصوره البعض، وهي إنما تدافع عن ذاتها وعن احتلالها الأرض العربية بهذا المشروع، ونهايته تعني بداية النهاية لهذا الاحتلال وبدء تفكك الدولة الإيرانية من الداخل بعد أن يقوى عود الثورة في الأرض العربية المحتلة هناك وستعود إلى ما كانت عليه كأرض فارسية في الشرق بعيدا عن ساحل الخليج تحيطها أرض عربية تفصلها عن ذلك الساحل، وتعود دولة فقيرة بعد أن تفقد الثروة التي تملكها وتهيمن عليها في تلك الأرض... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية