العدد 2780
الأربعاء 25 مايو 2016
banner
كيف ينظرون إلينا... حادث الطائرة المصرية أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الأربعاء 25 مايو 2016



حتى المآسي التي تحل بالبشر يريدون تجييرها لخدمة ما يهدفون إليه من تشويه لنا وصورتنا بأية وسيلة كانت، فالطائرة المصرية التي سقطت دون ان يعرف احد حتى الآن السبب وراء سقوطها، هذه الطائرة تريد شبكة السي إن إن الأميركية القول إن الطيار تعمد إسقاطها في عملية انتحار قام بها وكأن البشر الذين معه لا قيمة لهم كونه في نظرهم مجرما وليس إنسانا، وهي نفس النظرية أو المقولة التي خرجت إبان سقوط طائرة مصرية أخرى منذ سبعة عشر عاما في مياه المحيط الأطلسي حيث لم يعلن سببه وهو الحادث الذي أودى بحياة عدد كبير من ضباط القوات المسلحة المصرية حينها.
في نظرهم لا يمكن أن يكون السبب من قبلهم بل يجب أن نكون نحن المخطئون في كل شيء مع أن الإعلام الأميركي تحدث عن صاروخ تسبب في سقوط الطائرة الماليزية منذ عامين كونها كانت تحلق فوق منطقة بعيدة عن السيطرة الأميركية، وهي فرصة لتشويه صورة الآخر، أما الطائرة المصرية فكانت فوق مياه دولية وقريبة من الساحل اليوناني، بالتالي يجب البحث عن سبب من الصعب معرفته واتهام الطيار المصري بذلك لإبعاد أي تفكير في سبب قد يمس من قريب أو بعيد الشركات الأجنبية أو الدول الحليفة.
جميع الخبراء في الطيران ومصنعوا الطائرات لم يتطرقوا إلى خطأ بشري في ذلك الحادث أو خلل ناتج عن الصيانة بالرغم من قدم الطائرة نسبيا، فالطائرة تحولت فجأة إلى شيء آخر من خلال الرادارات التي كانت تتابعها وهو ما يعني إما أن انفجارا حدث فيها وفي مقدمتها بالأساس او أنها اصطدمت بجسم آخر منع الطيار من إرسال نداء استغاثة، وفي الحالتين تزول الشكوك حول الطيار أو المطارات المصرية بل تنحصر في إجراءات الأمن الفرنسية في مطار شارل ديجول او جهة خارجية متواجدة في المنطقة، وفي الحالة الأولى يكون المتهم المطار الفرنسي وفي ذلك إساءة لفرنسا لا يريدها الإعلام الغربي كما حدث في سقوط طائرة روسية على سيناء منذ أشهر وتم من خلال الحادث تشويه صورة المطارات المصرية والإساءة للسياحة المصرية كذلك في نوع من الحصار غير المباشر للدولة المصرية وتضييق الخناق عليها أكثر وأكثر.
أما في الحالة الثانية فسينحصر السبب في جهة لا علاقة لمصر بها، فالقوات الغربية منتشرة في تلك المنطقة، سواء في البحر من خلال الأسطول والسفن البحرية الكثيرة هناك او في البر متمثلة في القواعد الجوية في المنطقة، بالتالي يجب استبعاد هذا السبب حتى لا يتم الشك في تلك القوات التي أسقطت طائرة مدنية إيرانية في الخليج العربي منذ سنوات بعيدة وبصورة متعمدة وتم نسيان الحادث بعد ذلك في الإعلام الغربي.
في حادث الطائرة المصرية فوق المحيط الأطلسي تحدث كثيرون عن سبب خارجي لا علاقة له بالطيار في الحادث، ولكنها كانت منطلقة من مطار أميركي وقريبة من الأجواء الأميركية، لذلك يجب أن ينحصر السبب في الطيار كفعل بشري وليس في جهة أخرى قد تمس الجانب الاميركي وما يمكن ان يتبعه من تعويضات وسمعة تمس المطارات الأميركية، وفي الحادث الأخير يجب أن ينحصر السبب في الطيار كذلك حتى لا تكون فرنسا أو غيرها متسببة في الحادث وما يمكن ان يتبعه هو الآخر من تعويضات وإساءة لسمعة فرنسا هي الأخرى.
هم لا يخطئون أبدا اما نحن فعلى خطأ دائما، وهم على حق في كل شيء اما نحن فعلى باطل دائما، مع أن الحقيقة والواقع عكس ذلك ولكن الإعلام والأجهزة المخابراتية المتطورة التي لديهم والعلاقة بين الطرفين تستطيع في اي وقت قلب الحقائق واختلاق حقائق اخرى تخدم ما يريدون.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .