العدد 2510
السبت 29 أغسطس 2015
banner
مصر وسوريا هل تغيرت العلاقة؟ أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
السبت 29 أغسطس 2015



يبدو أن المقابلة التلفزيونية التي جرت مع الرئيس السوري “بشار الأسد” مؤخرا حركت الكثير من المياه الراكدة في العلاقات العربية العربية، وهي التي دفعت بمحطة الجزيرة الفضائية إلى استخدامها في الحملة التي تشنها على النظام المصري الجديد بعد عزل محمد مرسي والتي لم تهدأ ولم تتوقف منذ ذلك الوقت، ولكن يبدو كذلك أن المشكلة تكمن في اجتزاء فقرات وتسخيرها لهدف معين هو النيل من هذا النظام أيا كانت الوسيلة، بغض النظر عما إذا كان النظام وطنيا أو لا، قوميا عروبيا أو لا، شرعيا دستوريا أو لا، فهذه أمور أخرى لا ترد في هذه الحملة لأنها لا تخدم الهدف منها.
ما يحدث على الأرض العربية السورية ليس الهدف منه بشار الأسد نفسه ولا الحكم المتسم بالعلوية المهيمن على سوريا، فتلك أمور صغيرة بالنسبة للهدف الأكبر وهو إزاحة سوريا من الخارطة السياسية لعقود قادمة من الزمن، وتدمير الجيش العربي السوري كي لا تقوم له قائمة هو الآخر، فهي جيوش أُرِيد تدميرها، وتحقق النجاح في واحد وأفلت الثاني، لذلك لا يجب أن يفلت الثالث كي يبقى الثاني وحيدا في المنطقة وهو الجيش المصري بعد خروج الجيش العراقي من المعادلة السياسية في المنطقة العربية.
من هنا وبسبب هذه العناصر ومعها عناصر أخرى ربما تتمثل في سرقة الثورة السورية من أصحابها الحقيقيين الذين خرجوا بداية العام 2011 ورفعوا مطالب وطنية وكانوا سلميين ولكن واجههم النظام بالقوة للأسف الشديد ولم يفهم كيف يتعامل حينها مع تلك المطالب ويرضخ لها، فقد تمت سرقة الثورة من قبل الغرب أولا والذي أنشأ تنظيمات لا علاقة لها بالشعب السوري من الأساس ودخلت في حرب مع النظام ومع الشعب السوري كذلك، وثانيا من قبل سوريين باعوا انفسهم للآخر واعتقدوا أن الفرصة لاحت للقفز والوصول للحكم على حساب الشعب صاحب الثورة الحقيقية وصاحب المصلحة من نجاح الحراك الشعبي.
ربما بسبب كل ذلك وبعد أن تبينت الكثير من الحقائق الغائبة عن الكثيرين وبسبب الإرهاب الذي تعاني منه مصر، وجد النظام المصري الحالي نفسه في موقف صعب وعليه أن يمسك بدفة سفينة تواجه عواصف وأعاصير تستوجب منه الحذر في كل خطواته وحساب كل ما يتعلق بها قبل الإقدام عليها، فالمؤامرة على الأمة أكبر بكثير من تنظيمات متفرقة هنا وهناك تعمل لتحقيق أمور لا علاقة لها بالشعب العربي السوري أو الأمة ولا تعمل إلا لمصلحتها ومصلحة من يمولها ويسيرها، بالتالي عليه – أي النظام في مصر – أن يوازن كل تلك الأمور ويسير بالسفينة العربية في اتجاهها الصحيح الذي يخدم الأمة بالأساس، ولكن ذلك لا يريح جماعة الإخوان ولا الجهات التي تعمل معها ولا الغرب الذي فقد كثيرا بنجاة الجيش العربي المصري من المؤامرة بعد ان كشفها ووقف معه في مواجهتها الشعب العربي المصري، لذلك كان هناك تسخير لما ورد في لقاء الرئيس السوري لضرب النظام المصري الحالي وتصويره بصورة غير صحيحة... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .