العدد 2484
الإثنين 03 أغسطس 2015
banner
من يملك الجواب؟ أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الإثنين 03 أغسطس 2015



في مجال البحث عن إجابة لما يحدث في وطننا العربي والهوال الذي نراه والآلاف المؤلفة من الضحايا الذين يسقطون هنا أو هناك بلا ذنب اقترفوه سوى سكنهم في منطقة معينة والكوارث التي نراها أمامنا كل يوم سواء في سوريا أو العراق أو ليبيا أو اليمن أو غيرها من أقطار وطن هذا الشعب العربي المنكوب، في هذا المجال وعندما يتساءل المرء عن السبب في حدوث كل ذلك أو من واء تلك الأحداث فإن الإجابات – ولا نقول الإجابة – تتفاوت كثيرا ما بين المؤامرة الأجنبية الغربية على الأمة لصالح العدو الصهيوني أو من يرى أنها بسبب العجز الذي عليه النظام العربي الذي لم يستطع الدفاع عن الأرض والعرض والمال، او من يقول إنها بسبب غياب العدالة عن الإنسان العربي، ومن يقول إن التمايز الطبقي والفقر الذي عليه الإنسان العربي ربما يكون عاملا مساعدا على النار التي اشتعلت في المنطقة مثل الأكسجين الذي بدونه لا يحدث الاحتراق، والكثير من التحليلات التي نسمعها في كل مكان عن الأسباب الكامنة وراء ما نرى ونسمع من احداث في هذا الوطن المنكوب، اما الحقيقة فهي كامنة وراء كل ذلك مع غيره الكثير.
في أماكن أخرى غير وطننا العربي الذي يرى صاحب القرار فيها أن وراءه محاسبة وأنه في موقعه بصورة مؤقتة يخرج بعدها ويعود مواطنا عاديا طبيعيا، في هذه المواقع نرى تنظيمات كثيرة تسمى مجتمعا مدنيا كنقابات وجمعيات وأحزاب ومراكز للدراسات وغيرها من المنظمات المستقلة أو التابعة لمؤسسات معينة، جميعها تمثل خليطا من المعلومات تساعد أصحاب القرار في اتخاذ قراراتهم، أو لنقل إنها تضع الكثير من الأفكار والمعلومات التي تعين أصحاب القرار في اختصار زمن القرار أو الوصول إلى أقرب ما يمكن للوصول إلى الحقيقة الغائبة، ولو كانت مثل تلك التنظيمات موجودة في وطننا العربي، ولو كان أصحاب القرار لديهم التوجه ليستعينوا بها لربما ساهمت بصورة أو بأخرى لإعطاء القرار العربي دفعة تجاه الصواب  الذي يعالج المشاكل بالصورة الأقرب إلى الصحة بدلا من الاستعانة فقط ببعض الأجهزة التنفيذية التي تعطي صاحب القرار ما يريد أن يسمعه وتعمل على إدخال الطمأنينة الكاذبة إلى نفسه، وبمعنى أدق الكذب على صاحب القرار ظنا من تلك الأجهزة أن هذا ما يريده أو يريد أن يسمعه.
مراكز الدراسات الخاصة أو الحكومية في الدول الأخرى التي تعرف معنى وقيمة تلك الدراسات وتقدر من يقوم بها، هذه المراكز لا تكل من العمل المتواصل كلما حدث أمر من الأمور أو كلما كانت هناك حاجة للوصول إلى قرار، وتقوم بالبحث والدراسة ومعرفة توجه الرأي العام والغوص في المشاكل وأسبابها، أيا كان نوع تلك الأسباب، ومن التوصل إلى نتيجة ما حول كيفية معالجة تلك المشاكل بعد معرفة أسبابها، ومن ثم نشر تلك الدراسات وما توصلت إليه على المجتمع العام لتعينه على معرفة ما يجري ولماذا يجري من الأساس.
ولنأخذ مثالا على ما نقول حول تنظيم الدولة الإسلامية أو “داعش” كما يسميه الكثيرون، هذا التنظيم ربما لا يعرف أحد من المتابعين وأصحاب القرار في وطننا العربي كيف نشأ، ومن أنشأه ولماذا نشأ من الأساس، وكيف تمكن من فعل ما فعل خلال أشهر قليلة، وكيف تمكن من احتلال هذه المساحات الكبيرة من وطننا العربي، والأخطر من ذلك، هو معرفة لماذا يحظى هذا التنظيم بهذا التعاطف من قبل الكثير من جماهير وطننا العربي الكبير... وللحديث صلة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .