العدد 2450
الثلاثاء 30 يونيو 2015
banner
الربط الخليجي... أين وصل حتى الآن؟ أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الثلاثاء 30 يونيو 2015

ربما يكون الربط البري أحد أهم مقومات التقدم الذي واكب النهضة الأوروبية أو الأميركية، وهو في نفس الوقت من أهم مقومات الربط القومي والوطني في الكثير من البلاد وعامل قوي من عوامل التوحد بين الأقطار المتجاورة، لذلك كان التوجه العربي والخليجي بالذات لهذا النوع من الربط بين أعضاء المجلس.
وكان الوقت المحدد سابقا لجهوزية هذا الربط البري عن طريق السكك الحديدية هو كما نذكر العام 2017، أي بعد عامين من الآن، ومن ضمن ذلك يأتي جسر الملك حمد بين الدمام والمنامة ليكون جزءا من خط السكك الحديدية بين البلدين وباقي دول مجلس التعاون، ولكن حتى الآن لا نرى علامات لهذا الجسر ولا للخطوط الحديدية بين باقي مكونات المجلس، أو على الأقل لم نقرأ حتى الآن ماذا تم في هذا المشروع الحيوي الوحدوي الضخم بين مكونات مجلس التعاون الخليجي، مع أن تكاليف المشروع التي حددت سابقا لا تقارن بالمصاريف التي يتم إنفاقها حاليا على أمور كثيرة.
قلنا سابقا في هذه الزاوية إن الأغلبية الساحقة من الشعب العربي في الخليج العربي – إن لم يكن المجموع بالكامل - هي مع هذا المشروع وتدعم سرعة إنجازه وهي تعي الفوائد من ورائه ونتائجه الإيجابية على الشعب العربي في الخليج العربي وكيف سيساهم في تطوير المنطقة بالكامل وجعله البداية للربط العربي الشامل حين يكتمل بناء الجسر بين مصر والمملكة العربية السعودية – المتوقف هو الآخر إعلاميا على الأقل – ولكننا في نفس الوقت نتساءل – ببراءة – عن حال المشروع وأين وصل والسبب في شح المعلومات عنه وهل هو يسير في مراحل محددة مسبقا ويملك وقتا محددا للانتهاء منه أم أنه مثل الكثير من المشاريع السابقة التي تبدأ باحتفالات وخرائط ولجان متعددة فنية وإدارية وعليا ثم يبدأ الصمت يطبق على كل شيء.
كشعوب لا شأن لنا بما يجري وراء الكواليس، وكمستقبل المنطقة وما نرجوه لها لا تهمنا إن كانت هناك اختلافات أو خلافات سياسية قد تقع ما بين دولتين أو أكثر في المنطقة، فهذا أمر لا يعنينا ولا يجب أن يؤثر على مستقبل منطقتنا، فالخلافات مهما اشتدت وتعمقت سيأتي لها يوم وتنتهي بصورة أو بأخرى، لذلك لا نريد أن نبدأ من جديد حين تنتهي تلك الخلافات – إن وجدت – ثم نتوقف مرة أخرى لو استجدت تلك الخلافات.
المشاريع الوحدوية العملاقة يجب ألا تكون لها علاقة بما يحدث في السياسة والمواقف المختلفة، فهذه المشاريع ليست ملكا لأفراد، بالتالي يجب التفريق بين ما يحدث في عالم السياسة الذي تحكمه الآراء والمواقف، وبين ما يحدث في الجانب الآخر، الاقتصادي والاجتماعي، الذي تحكمه المصالح الوطنية العليا ويعتمد عليه المستقبل.  ما نسمعه في المناسبات وعند اللقاءات الجماعية للمسؤولين في المنطقة أن الدراسات مستمرة حول هذه المشاريع وأن الخطوات مستمرة كمراحل، ولكن على الجانب الآخر فإن الوقت المحدد سابقا للإنجاز كما قلنا قد اقترب كثيرا ولا توجد شواهد عملية حتى الآن على ما تم إنجازه.
نحن على يقين بوجود قيادات خليجية مهتمة بمثل هذه المشاريع وتسعى لسرعة إنجازها وتعي أهميتها لمستقبل المنطقة، ولكن في نفس الوقت نعي وجود جهات أخرى تسعى للتأخير بأية وسيلة من الوسائل وتعمل على عرقلة أية خطوة وحدوية في المنطقة وتضع العراقيل أمام أي مشروع من هذه المشاريع، لذلك نتمنى فشل تلك الجهات ونتمنى أن نسمع ونرى قريبا أن الخطوات (العملية) تسير حثيثة وأن الإنجاز قد اقترب، مع أن جسرين يمثلان جزءا من هذا المشروع لا نرى لهما أي أثر عملي حتى الآن... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .