العدد 2387
الثلاثاء 28 أبريل 2015
banner
الأخ الفاضل أمين عام المؤتمر القومي العربي الموقر تحية عربية وبعد. أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الثلاثاء 28 أبريل 2015


نود من خلال هذا الخطاب التحاور معكم حول ما تمر به أمتنا العربية في الفترة الأخيرة من أحداث تستدعي من غير شك موقفا واضحا غير قابل للتأويل يتخذه المؤتمر القومي العربي وأمانته العامة يحدد من خلاله ما يراه أعضاء هذا المؤتمر والرؤية الصحيحة من جانبها العروبي لتلك الأحداث.
فقد كانت للمؤتمر مواقف كثيرة خلال السنوات القليلة الماضية على الأقل تجاه ما مرت به أمتنا، سواء الحراك الشعبي الذي عم المنطقة العربية او الاعتداءات الصهيونية على ارضنا العربية او المواقف الغربية ومؤامراتها على أمتنا وغير ذلك مما عشناه معا طوال تلك الأعوام، ولكننا للأسف الشديد لم نر حتى الآن موقفا واضحا جليا مما عصف باليمن السعيد منذ منتصف العام الماضي على أقل تقدير، مع أن اليمن جزء مهم وحيوي من أجزاء هذا الوطن العربي الكبير، جزء فاعل منتج يقف على منطقة حيوية ومهمة لأمتنا، وهو منبع عروبتنا التي نعتز بها وندافع عنها في كل وقت وكل مكان، بالتالي يستحق من الجميع ومن مؤتمرنا على وجه الخصوص أن يكون له موقف داعم ومؤيد لما يريده شعبنا العربي هناك وما يخدم أهداف أمتنا العربية ويحارب محاولات احتوائها والمؤامرات التي تحاك ضدها.
فقد تم تجريد شعبنا العربي في اليمن من محاولته لبناء وطن ديمقراطي كان يمكن أن تنتجه عملية الحوار التي دخلها الشعب اليمني بعد عزل رئيسه السابق، وتم الاستيلاء على قراره ومحاولة العودة به إلى ما كان عليه قبل حراكه الشعبي عام 2011، بل عملت فئة صغيرة منه لا علاقة لها بالعروبة، التي يسير على أهدافها المؤتمر، إلى الاستيلاء عليه وإلحاقه بمشروع لا علاقة له بأمتنا العربية، وإنما يتبع أهدافا غير عربية متمثلة وتابعة للمشروع الفارسي الذي يحتل علنا الكثير من أراضينا العربية، سواء في الأحواز العربية أو الجزر العربية الإماراتية الثلاث جنوب خليجنا العربي، وكل ذلك معروف للجميع وليس أمرا جديدا نتحدث عنه أو نظلم الدولة الفارسية به، فالجميع يعرف مواقفها تجاه أمتنا وهي التي لا تقر ولا تعترف بعروبة خليجنا العربي وتحارب كل ما هو عربي فيه وفي غيره، وهي التي تعصف بحقوق شعبنا العربي في الأحواز وتمنع عنه حتى الماء والهواء إن استطاعت، وتحجب عنه حقوقه الطبيعية التي تصل إلى منعه من إطلاق ما يريد من أسماء على المواليد وتمارس عملية التهجير القسري كما يفعل العدو الصهيوني مع شعبنا العربي في فلسطين المغتصبة.
كل ذلك يحدث من قبل الدولة الفارسية في الأحواز، والجميع يعرف بلا مواربة الموقف الفارسي في العراق وسوريا ولبنان ثم في اليمن والأهداف التي تريدها الدولة الفارسية منها والتي لا علاقة لها بالمقاومة للعدو الصهيوني التي تستخدمها كشعار بعيد عن التطبيق العملي، ومع ذلك رأينا مؤتمرنا القومي العربي وأمانته العامة بعيدين عن الحدث الذي مر باليمن ومازال، بعيدين عن محاولة الحلف العربي منع المشروع الفارسي من التحقق على أرض اليمن مما يدفع بنا للتساؤل عن السبب والبحث فيه، فلنا الحق جميعا كعرب وجزء من هذه الأمة أن نعرف أسباب العزوف التي عليها المؤتمر وأمانته من دعم موقف التحالف العربي الذي يريد من خلاله وقف المشروع الفارسي ودعم مقاومة الشعب اليمني للهيمنة الحوثية المتحالفة مع المعزول علي عبدالله صالح، فهل وصل التأثير إلى الأمانة العامة ليمنعها من اتخاذ موقف عروبي واضح حيال هذه المؤامرة، وهذا ما لا نظنه ولا نريده خصوصا ونحن نعرف توجه أعضاء الأمانة العامة.
هذا يدفعنا لمطالبة الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي بأن يكون لها موقف واضح وجلي وغير قابل للتأويل يتمثل في دعم مشروع التحالف العربي والمساهمة في مقاومة المشروع الفارسي في اليمن والوطن العربي، وتبرير أسباب التأخير في اتخاذ هذا الموقف.
هذا نص خطاب بعث به بعض أعضاء المؤتمر القومي العربي في البحرين... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .