العدد 2383
الجمعة 24 أبريل 2015
banner
ما بين عاصفة الحزم وعودة الأمل أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الجمعة 24 أبريل 2015

كنا قد قلنا بالأمس إن كثيرين من أعداء الأمة هللوا عند الإعلان عن توقف عاصفة الحزم وصوروها على أنها عجز من قبل دول التحالف عن الاستمرار في الحملة الجوية وأن العملية قد انقلبت على هذا التحالف، بل وصل الأمر ببعضهم إلى تصوير الأمر وكأنه هزيمة لدول التحالف ونصر لأتباع فارس من العرب ومعهم فارس ذاتها، والحقيقة مغايرة لكل ذلك وتدل على أنهم لا يقرأون الحدث ولا يريدون فهمه ويتمنون ما لم يحدث.
لم يحاول أولئك فهم توقيت قرار مجلس الأمن 2216 الذي وضع صالح ومن معه والحوثي ومن معه على القائمة السوداء وأمهلهم عشرة أيام لتسليم أسلحتهم والانسحاب من المدن اليمنية، وأن هذا القرار والمهلة تنتهي بنهاية اليوم على ما أظن لذلك فإن توقف الحملة سبق نهاية المهلة بثلاثة أيام قد تكون قيادة التحالف رأتها على أنها مدة مناسبة لتنفيذ القرار من قبل الحوثي وصالح وعدم التعلل بالقصف وأنهم لم يتمكنوا من تنفيذ القرار تحت القصف الجوي، لذلك تم إعطاؤهم هذه المدة المحدودة لنزع التبرير والتضليل الذي يمكن أن يمارسوه لعدم تنفيذ القرار.
والأمر الآخر هو طبيعة عاصفة الحزم التي بدأت بتصور مسبق حول الأهداف المطلوب التعامل معها وتدميرها لمنع قوات الحوثي وصالح من إرهاب المواطن اليمني، لذلك كانت لدى التحالف أهداف واضحة تم تحديدها مسبقا والمطلوب التعامل معها وتدميرها ومنع قوات الحوثي وصالح من الحركة في الجو وعلى الأرض، وقد تم تدمير تلك الهداف بالدقة المطلوبة وتجريد القوات المعادية من القدرة على الحركة، لذلك ما انتهت العاصفة من تدمير كل تلك الأهداف تكون قد حققت الأهداف التي قامت من أجلها وأصبح من غير المنطقي الاستمرار فيها دون داع.
ثم إن الأمر الثالث هو الوضع الصعب الذي خلقته قوات الحوثي وصالح للمواطن اليمني وصعوبة العيش عنده مما ساهم في أن يقرر قادة التحالف التوقف المؤقت لإعطاء هذا المواطن الوقت لتعديل أوضاعه والقدرة على محاربة ومقاتلة أعدائه وأعداء وطنه من الحوثيين وأتباع صالح، وقد تمكنت قوات التحالف من فتح الطريق للمقاومة الشعبية التي تحمل على عاتقها مقاتلة تلك القوات المعادية وتحرير اليمن من الاحتلال بدعم ومساندة قوات التحالف التي أبقت على السماء والبحار مغلقة في وجه أي دعم يمكن أن يحصل عليه الحوثي وصالح.
الأمر الآخر هو فتح الباب لتطبيق قرار مجلس الأمن في شقه السياسي والقاضي بضرورة العودة إلى طاولة الحوار والتوصل إلى حل سياسي ينهي الاحتلال الحوثي الفارسي لليمن ويجرد صالح من قوته ويبعده عن التدخل في الشأن اليمني وذلك حتى نهاية المهلة القانونية التي وضعها مجلس الأمن في قراره سالف الذكر دون الإعلان عن وقف إطلاق النار.
الأهم من كل ذلك أن عاصفة الحزم بنهايتها قد فتحت الباب لمرحلة جديدة سميت بإعادة الأمل وتتمثل إضافة إلى جانبها السياسي في الإبقاء على العمل العسكري الذي نشاهده حاليا لمنع أي تحرك معاد للشعب اليمني مع الإبقاء على المظلة الجوية وتضييق الخناق أكثر وأكثر على قوات الانقلاب العسكري والاحتلال الفارسي، بمعنى ثان عاصفة الحزم جعلت القرار بيد قوات التحالف التي أضحت هي التي تحدد المسار وليس الآخرين، فزمام المبادرة حاليا بيد هذه القوات وليس قوات أخرى.
ثم يأتي أمر آخر يتمثل في إلحاق الهزيمة بالطرف الآخر، والتي حققته عاصفة الحزم بمنع الطرف الآخر من تطبيق مؤامرته على اليمن وجره للهيمنة الفارسية وقطع يد فارس عن التدخل في الشأن اليمني، وقد تحقق هذا الهدف وتوقفت المؤامرة على اليمن.
الحوب ليست عملا قتاليا من أجل القتال، بل هي عمل عسكري يهدف إلى الوصول إلى غاية سياسية، وهي ما نعتقد أن قوات التحالف العربي قد بدأت الوصول إليها بعاصفة الحزم كمرحلة أولى وعودة الأمل كمرحلة ثانية... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .