العدد 2377
السبت 18 أبريل 2015
banner
إخوان مصر وعنف لا يتوقف أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
السبت 18 أبريل 2015

أحكام كثيرة صدرت بحق الكثير من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وبعضها وصل إلى حد الإعدام ومع ذلك نشاهد ان هذه الجماعة تصر على ألا يتوقف العنف ولا يتوقف سفك الدماء البريئة في مصر وغيرها، فسنوات العسل التي عاشتها هذه الجماعة مع النظام في مصر وباقي الأنظمة العربية قد توقفت ولا نقول انتهت، وهي التي جعلت من هذه الجماعة تنتشر كالنار في الهشيم وتمارس كل صنوف التجنيد تحت عين وبصر هذه الأنظمة، والنتيجة ما نراه اليوم على الساحة المصرية وباقي الساحات العربية التي رفضت الجماعة أن تتركها تعيش في أمن وسلام وأصرت على التنغيص على المواطنين فيها وما ليبيا وسوريا ومصر إلا عينة من هذه العينات التي تقول إن هذه الجماعة يمكن أن تمارس نفس الدور في أي مكان عندما تجد القوة التي تؤهلها لذلك.
جماعة تربت كوادرها على العنف الذي زرعته قياداتها فيها وجعلت الكثير منهم عميانا لا يرون إلا ما تراه تلك القيادات، كوادر تؤمن بكفر الجميع ما عدا المنتمين لها والتابعين، لذلك انتشر العنف في المجتمع العربي على يد تلك الجامعة ومن تفرع منها من تنظيمات تكفيرية تعيث فسادا في الأرض العربية.
لا تريد هذه الجماعة أن توحي على الأقل للآخر بأنها بدأت تعيد النظر في فكرها وتريد التعايش مع المجتمع بما يريده هذا المجتمع، بل مازالت تمارس ما يسمى التقية السياسية وتنحني بعض قياداتها للعاصفة حتى تمر وتعود من جديد لما كانت عليه، مع انها من المفترض حاليا ان تعود عن النهج الذي هي عليه لتعطي النظام العربي الفرصة لمراجعة ما يحدث والبحث عن مخرج يضع هذه الجماعة في مصاف التنظيمات السلمية الأخرى التي تؤمن بالرأي والرأي الآخر، بل تعطي السلطة التنفيذية الفرصة لمراجعة الكثير من أحكام الإعدام الصادرة بحق قياداتها وعدم التصديق عليها إن أمكن، وحين نقول تعيد النظر فإننا لا نعني أن تتدخل في سلطة القضاء، ولكن نعرف أن الدستور يعطي الحق لمراجعة أحكام الإعدام بعد صدورها ورفض التصديق عليها إن هي رأت أن الوقت لا يناسب تنفيذها الآن أو أن الطرف الآخر على استعداد ليكون عضوا بانيا في المجتمع وليس عامل هدم يقوض المجتمع.
الإخوان لا يريدون حتى الآن أن يصدقوا أنهم فقدوا مصر الجوهرة التي كانت في أيديهم، ولا يريدون حتى الاعتراف بأنهم فقدوها بسبب ممارساتهم ونهجهم الذي مازالوا يصرون على السير عليه، فهم لا يريدون التعلم والمراجعة كغيرهم ويظنون كل الظن أنهم الفئة الوحيدة التي تقف على الحق والجميع غيرهم على باطل، لذلك ينتهجون نهج التقية السياسية في الكثير من المواقف والأحداث التي تتطلب منهم ذلك الموقف، ولكن هذه التقية تعني أن صاحبها يظل على موقفه وأنه يمارس نوعا من الكذب على الآخر والتضليل الذي يرفضه الآخرون.
نحن لا نتحدث هنا عن المنتمين لهذه الجماعة كأفراد، فالبعض منهم يتسم بصفات مطلوبة من الغير ومقدرة منهم بل تربطنا ببعضهم معرفة جيدة، ولكننا هنا نتحدث عن جماعة وعن نهج تسير عليه هذه الجماعة ونرغب في أن تعود قياداتها إلى الرشد وتعيد بناء فكرها التنظيمي والسياسي وتختار ما بين السياسة والدعوة، فلا يمكن قبول الخلط بين السياسة والدعوة، لأن الخلط يفقد السياسة مفهومها ومضمونها... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .