العدد 2358
الإثنين 30 مارس 2015
banner
لا تجلس بعيدًا وتنتقد الآخرين.. نحن في قمة مصير أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الإثنين 30 مارس 2015

قد تكون القمة الأخيرة بشرم الشيخ هي أول قمة نتائج بعد سنوات طويلة من القمم العربية التي تخرج بكلام ومناشدة وتنديد لا أكثر، وربما لأول مرة لا يكون بيانها النهائي جاهزا قبل انعقادها ونتمنى أن تخرج بقرارات جماعية تدعم التحرك العربي الخليجي وبعض الدول العربية الأخرى بقيادة المملكة العربية السعودية في حربها لتحرير اليمن من الاحتلال التي وقعت فيه، وأن تخرج بقرار جماعي لتشكيل قوة الردع العربية أو القوة المشتركة العربية، لا نريد أن نقرأ عن تحفظ البعض أو اعتراض البعض الآخر.
هناك دول نعرف من الآن أنها ستعترض على تلك القرارات أو تتحفظ عليها على أقل تقدير وأولها العراق بالطبع الواقع تحت الاحتلال الإيراني الذي مازال لا يملك قراره، بالتالي لا يستطيع الموافقة على ما ترفضه الدولة الإيرانية الآن، ربما في المستقبل عندما يملك قراره ويتخلص من الاحتلال يعود إلى حضن أمته العربية، أما الدول الأخرى فلا عذر لها في أي موقف متذبذب وغير عروبي تقفه أمام الإجماع الشعبي العربي وراء الأحداث الأخيرة في اليمن ومساندة الشعب العربي لما تقوم به دول الخليج العربي من عمل لطرد التسلل الحوثي في اليمن.
دخول قوات دول الخليج العربي الحرب في اليمن بدعم من بعض الدول العربية الأخرى لم يحدث حبا في الحرب، فالحرب هي آخر وأقسى الحلول كما نعرف ويعرف الجميع، لذلك لم تقدم عليها هذه الدول إلا بعد أن استنفذت السبل الدبلوماسية والسياسية لحل الأزمة اليمنية التي خلقها علي عبدالله صالح ومعه الحوثيون والمدعومون من إيران، الجميع يعرف ذلك، والجميع يعرف أن هناك شرعية شعبية ودستورية في اليمن يتم انتهاكها ووأدها، بالتالي لا يحق لمن لم يكن له دور في الأزمة وربما يعتقد أنه لا يتأثر بها، لا يحق له أن يضع رجلا على رجل ويرفض ما وصلت إليه هذه الدول التي تكتوي أكثر من غيرها بما يحدث على الأرض وبذلت الكثير من أجل الحل السياسي.
لقد تمددت إيران في المنطقة العربية أكثر من اللازم وبصورة غير مسبوقة وباتت تهدد الأمن العربي في الشام والخليج العربي والبحر الأحمر، وباتت كذلك قاب قوسين من السيطرة على أهم مجرى ملاحي في المنطقة ونعني به البحر الأحمر وقناة السويس، وهو ما يعني ضرورة أن تتحرك السعودية ومصر لإرجاع الأمور إلى نصابها الصحيح وإعادة الاستقرار إلى هذه المنطقة، اما الجالسون بعيدا او النائمون من غير المهتمين بما يجري والذين لم يكلفوا أنفسهم تقديم أية فكرة أو عمل لتصحيح الأوضاع الخاطئة، هؤلاء لا يحق لهم انتقاد ما يجري أو نقد العمل القومي التي أقدمت عليه السعودية ودول الخليج العربي وغيرها من الدول العربية.
لقد اتسمت كلمة أمير الكويت بالحكمة التي اعتدنا عليها منه وكانت كلمة رئيس مصر واضحة وقوية في ما يخص حال الأمة وحقها في الدفاع عن ذاتها وكيانها ومنع التهديد الذي تتعرض له والتدخلات الإقليمية من قبل إيران في شؤونها حتى ولو لم يذكرها بالاسم، إلا أنه كان واضحا في قصده أن إيران عملت ومازالت تنتهز حال الأمة التي كانت عليه وتتغلغل في شؤونها مما يستدعي الوقوف في وجهها وردعها والحيلولة دون تمكينها مما تعمل عليه، لذلك تطرق في كلمته إلى دعم مصر لمشروع القوة العربية المشتركة لتكون اداة عربية جاهزة لردع أي عدوان يمكن أن تتعرض له الأمة والأرض العربية.
واتسمت كلمة الرئيس المصري بالشدة في وجه من يريد تهديد الأمة العربية، وهي الشدة التي افتقدناها طويلا ايام الردة العربية والكمون العربي طوال العقود الأربعة الماضية، فقد كانت شاملة راعت حقوق الأمة وشعوبها وختمها بطلب قومي واقعي قدمه للزعماء من اجل الشعب العربي، ونتمنى أن تخرج القمة الحالية بما يناسب محتوى الكلمة التي قدمها رئيس جمهورية مصر العربية.
شخصيا لدي إحساس بأن القمة الحالية لن تكون كسابقاتها خصوصا في ظل نظام مصري جديد مختلف عما سبقه ويملك رؤية واضحة عن حال الأمة ومتطلباتها كما ورد في كلمة رئيس مصر، وفي ظل موقف قوي اتسمت به المملكة العربية السعودية في البدء في ردعها للهجمة على المنطقة، وأتمنى أن يكون هذا الإحساس صحيحا وواقعيا... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .