العدد 2356
السبت 28 مارس 2015
banner
لنتخيل ونحلل أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
السبت 28 مارس 2015

لابد أن أكثرنا يذكر أحداث أغسطس من عام 1990، فلم يتخيل أحد قبل ذلك التاريخ أنه من الممكن أن تقدم دولة العراق على احتلال دولة الكويت ولم يفكر شعبنا في الكويت انه يمكن ان يكون لاجئا في اماكن أخرى غير بلده وأرضه، فلم يدر ببال أحد أن كل ذلك يمكن أن يحدث، وبعيدا عن الغزو وأسبابه وكيف تمت معالجته بعد ذلك وأين الصواب والخطأ في كل ذلك، بعيدا عن تلك الأمور فإن ما نود قوله إن هناك غزوا حديثا لدولة عربية خليجية وهذا الغزو انتهى بالقوة امام اعيننا وهي أمور لم تدر بخلد المواطن الكويتي ولم يعمل لها حساب.
لنعد إلى الحاضر والمستقبل القريب ونتخيل غزوا آخر حدث من دولة أخرى لدولة أخرى كذلك، ونعني به غزوا إيرانيا لمملكة البحرين أو دولة الكويت ونتساءل، هل يتخيل أحد أنه يمكن أن يحدث هذا الغزو؟ وتحت أي مبرر يمكن حدوثه؟ وكيف ستتم معالجته لو حدث لا سمح الله؟ كل ذلك يجب ألا يكون مستبعدا أو في عداد المستحيل فلا مستحيل في السياسة والمصالح المتقلبة خصوصا ونحن نعلم قبل غيرنا (أعني أبناء البحرين) ان تلك الدولة (إيران) لها مطامع بعيدة في البحرين والخليج العربي بطوله وعرضه، وأن تهديداتها طالت البحرين ومعها الكويت اكثر من مرة، ومن يقرأ التاريخ ويسترجع الأحداث يجد أن هذا الأمر ثابت في بعض جوانب هذا التاريخ ويكرر أمورا كثيرة رغم أن كارل ماركس قال يوما ما “إن التاريخ لا يكرر نفسه”، لذلك نود معرفة مقدمات اي غزو يمكن أن تقوم به وعناصر تقويته والدوافع التي توضع من أجله وكمقدمة له مع أن أهدافه الحقيقية واضحة للعيان.
لا توجد مقدمات للغزو كما شاهدنا في غزو الكويت كما قلنا خصوصا في ظل التطور والقدرة على الحشد السريع، فوجود إيران في العراق لم تكن له مقدمات وكذلك وجودها في سوريا وتواجدها في اليمن حاليا مع ان أجهزة المخابرات المختلفة لابد أنها ترى ما لا يراه غيرها في هذه الأمور، أما عند الإنسان العادي فلا يرى تلك المقدمات وقد يفاجأ ولا يجد الفرصة للقيام بما يمكن أن يخفف من تأثير ما يحدث، لذلك فإن المتابع لا يرى مقدمات غير أحداث 2011 في البحرين ومواقف الكثيرين في إيران، من هنا نقول إنه ربما نستيقظ يوما لنرى من حولنا غزاة كما يحدث أمامنا الآن في اليمن التي يستنجد رئيسها الشرعي المنتخب بدول الخليج العربي والدول العربية.
مطلوب منا وضع هذا التصور امامنا خصوصا في ظل العلاقات بين الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وإيران وهي علاقات مصالح متبادلة قد تفوق المصالح مع دول الخليج العربي خصوصا إذا تذكرنا تلك العلاقة في عهد الشاه سابقا، بالتالي لا يمكن الوثوق بهذه الدول ولا مواقفها لو حدث مكروه، فإذا وضعنا مع ذلك عدم إلمام الأغلبية الساحقة من المواطنين بالأمور العسكرية وعدم خضوعهم للتدريبات اللازمة في ظل غياب التجنيد الإلزامي والأكثر قتامة في وقتنا الحالي هو وجود من يقف مع هذا الغزو لو حدث لا سمح الله ومن الداخل.
هذا التصور أصبح الآن اكثر قربا بعد بدء العمليات العسكرية العربية في اليمن بقيادة المملكة السعودية وهو ما يستدعي أن تكون العيون الاستخباراتية مفتوحة اكثر من أي وقت مضى، فهذه العمليات ستجعل الخلايا النائمة في دول الخليج والتابعة لإيران أو حوثيي اليمن أكثر تأهبا للعمل كردة فعل على تلك العمليات خصوصا عندما تبدأ الحملة العسكرية الجوية تؤتي ثمارها وتضعف قوات علي صالح والحوثيون على الأرض اليمنية.
أعتقد أننا الآن في حالة حرب في جميع دول الخليج، حرب دفاعية نحمي بها أمننا ومستقبلنا وطبيعة دولنا مما يستدعي توحد الجميع بعيدا عن أي خلاف ثانوي، ومن لا يرى ذلك يكون قصير النظر... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .