العدد 2334
الجمعة 06 مارس 2015
banner
اليــــوم غنــــاء وغـــــدًا رقـــــص أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الجمعة 06 مارس 2015

هل نوجه اللوم إلى ذلك الطالب الذي وقف على المسرح وهو يغني بعض الآيات القرآنية بمصاحبة بعض الموسيقى، أم نوجه اللوم إلى المسئول عن الحفلة وتنظيمها الذي يريد التنصل من المسئولية حسب بيان المدرسة الذي قرأناه مؤخرا، أم نوجه اللوم إلى إدارة المدرسة المشرفة على الحفلة كونها لا تعلم أو ربما لا تهتم بما يتم تنظيمه في ذلك الاحتفال قدر اهتمامها بالجانب المالي ربما ومقدار ما تدره المدرسة من دخل، أم نوجهه لبعض مسئولي وزراة التربية والتعليم من الذي نسوا الجانب التربوي في المدارس وياليتهم ركزوا على الجانب التعليمي فكلاهما سيان، المشكلة إنك يمكن أن توجه اللوم إلى جميع أولئك كونهم مشتركين في المسئولية ومعهم ولي أمر الطالب نفسه الذي لم يربه على أسس تربوية دينية كما يبدو مما حصل.
منذ بدأنا نفهم ونحن نعرف أن تلحين آيات القرآن الكريم من الأمور المحضورة، فلا يمكن التعامل مع تلك الآيات وما ورد فيها كما يتم التعامل مع الكلمات الأخرى الموضوعة بشريا، إلا أن ذلك الطالب ربما لجهل منه وليس لقصد، بادر إلى القيام بذلك الفعل المحضور والجالسين جميعهم لم يبدوا أي معارضة لما كانوا يشاهدون، فهم مسئولون كغيرهم عن ذلك الخطأ وكان من الأولى والأجدر منهم أن يبادروا بالاعتراض على ما كان يحصل، ولكنهم كما يبدو من الفيلم الذي انتشر مؤخرا كانوا مستمتعين بما يشاهدون وكأنهم لا يسمعون أو أنهم لا يفهمون، فليختاروا ما يريدون من الصفات.
المسئولية هنا توضع على جهتين في الأساس، الأولى وزارة التربية ممثلة في إدراة التعليم الخاص التي كتبنا هنا كثيرا عنها دون أن نرى نتيجة وكأننا نحرث في الماء، هذه الإدارة ما نفهمه من عملها أنها مسئولة عن مجريات العمل في المدارس الخاصة وأنشطتها التي يجب أن تتوافق مع متطلبات وحدود تضعها الوزارة، ناهيك عن المناهج التعليمية التي بها ما بها في المدارس الخاصة، ولكن الوزارة غائبة عنها أو ربما غير مهتمة بما تحويه تلك المناهج ولا بطريقة التدريس وما يتخللها من تجاوزات كثيرة تتم بها إهانة الكثير من الثوابت التاريخية والإنسانية عند المجتمع البحريني، ومع ذلك تستمر كل تلك الأمور دون رد فعل مناسب من إدراة التعليم الخاص، ولا ندري هل ذلك تقصير من الإدارة أم إنها محدودة الصلاحية ولا تستطيع القيام بما هو مناسب ... الله أعلم.
سمعنا أن زوارة التربية والتعليم على وشك أو ربما بدأت في التحقيق في الأمر، ونتمنى أن تنشر نتائج التحقيق وما تمخض عنه من نتائج بحق من قام ونظم وبارك ذلك الفعل الذي نتحدث عنه، ولكن التحقيق ونتائجه يجب ألا يتأخر كثيرا ويسير في طريق الكثير من لجان التحقيق التي تبدأ أعمالها بقوة وحيوية، ولكنها لا تنتهي، بل تستمر في العمل البطيء؛ حتى يتم نسيان القضية حالها حال مجلس النواب.
والجهات الأخرى المسئولة هي المدرسة التي حدث فيها الفعل وبوجود مسئولين منها لم يتحركوا لوقف ما يحدث، ومعها كذلك المدرسة التي ينتمي إليها ذلك الطالب، والتي نعتقد أنها بحاجة إلى إعادة دراسة ما تقوم به وفي الوقت نفسه هي بحاجة إلى نوع من الرقابة الكثيفة عليها من قبل وزراة التربية والتعليم؛ كونها كما يبدو قد شطحت كثيرا في تعليمها أبنائنا ولا تهتم بالجانب الديني التربوي، مما يعني أن إنتاجها التربوي لن يكون كما يريد المجتمع البحريني، ولا هو تحقيق الرسالة التربوية التي نعتقد بأهميتها لمجتمعنا.
قد يكون الحدث الذي نحن بصدده صغيرا وعارضا كما يراه الكثيرون، ولكن أسبابه وما سبقه يبدو أنه أكبر بكثير من ذلك الحدث وهو يأتي كنتيجة لأسلوب تعليمي وتربوي تنتهجه الكثير من المدارس الخاصة بعيدا عن المتابعة، ولا نقول الرقابة التي يجب أن تمارسها وزارة التربية والتعليم.
هذا قليل من كثير، وهو ليس أكبر من راس الجبل الذي يخفي تحته الكثير من الجوانب السلبية التي تتم تحت سمع وبصر المسئولين دون أي رد فعل... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية