العدد 2328
السبت 28 فبراير 2015
banner
حسن فعلت دول الخليج... ولكن هذا لا يكفي أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
السبت 28 فبراير 2015

من المهم التأكيد على حسن الفعل الذي أقدمت عليه دول الخليج العربي بالتواصل مع الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي ووصول أمين عام مجلس التعاون إلى هناك في تعبير عن وقوف هذه الدول مجتمعة معه امام ما يراد لليمن أن تنخرط فيه من فوضى على يد جماعة الحوثي ومن يقف معها، فما تم في هذا الشأن يعني أمام العالم أن عبد ربه هو الرئيس اليمني وهو الذي يمثل الشرعية الدستورية والقانونية وأن ما حدث في اليمن طوال الشهور الماضية هو خروج على تلك الشرعية وبالتالي لا يمكن قبول أي فعل حدث خلال احتجاز الرئيس الشرعي ومنعه من ممارسة عمله.
الفعل أكد كذلك أن العاصمة اليمنية صنعاء واقعة تحت الاحتلال، وهو موقف لا تنفرد به دول الخليج العربي، ولكنها تتفق فيه مع قوى يمنية كثيرة على رأسها حزب التنظيم الشعبي الذي كان أول من رفض الاحتلال الحوثي وأكثر من وقف ضد هذا الاحتلال ونأى بنفسه عن الدخول في المؤامرة التي قادها الحوثيون وصالح هناك، ولكن من المهم القول في هذا السياق إن الموقف النظري وإن كان يؤكد الشرعية ويدعو الآخرين للسير في هذا الطريق ويمنع تدهور الأوضاع، إلا أنه غير كاف لإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الاحتلال الحوثي والمؤامرة التي قادها علي عبدالله صالح مع جماعة الحوثي، خصوصا أن الجميع يعرف أن دول مجلس التعاون ساهمت بوصول اليمن إلى هذا الوضع بتساهلها مع صالح ومنحه حصانة لا يستحقها.
في ظل كون هذا الموقف هو أحد الأمور القليلة التي ربما يجمع عليها مجلس التعاون، فإنه من الممكن القيام بدور عملي أكثر وضوحا وتحديدا لمنع التمدد الحوثي في المنطقة، وقبل ذلك وقف هيمنته على مناطق كبيرة في اليمن مع حليفه “صالح”، هذه الأمور يمكن أن تبدأ بالمنظمة الدولية وولوجها كجبهة واحدة، فنحن على يقين بأن الجامعة العربية – حاليا على الأقل – لن تكون قادرة على الوصول إلى قرار جماعي بخصوص اليمن بسبب اختلاف المواقف بداخلها، لذلك نقول المنظمة الدولية التي من المهم استصدار قرار بعد قرار منها يعزل الحوثي وصالح عن المجتمع الدولي ويحاصر أفعالهما ومن معهما، وكل ذلك يتم كمقدمة لمبادرة دول الخليج في استخدام القوة المادية ضد هذه الحركة وبكل أشكالها.
السلاح الذي تخزنه دول المجلس والتي أنفقت عليه المليارات الكثيرة طوال العقود الماضية، هذا السلاح يجب أن يكون له دور في الحفاظ على أمن ووحدة وتوازن المنطقة، خصوصا السلاح الجوي الذي يستخدم جزء منه الآن في ضرب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، من الضروري أن يستخدم كذلك في انتشال اليمن من المحنة التي ألمت به، فإذا أقدمت دول الخليج العربي على المساهمة في ضرب ذلك التنظيم بناء على نصائح غربية أميركية، فإنه من المهم القيام بتقليص قوة الحوثي وصالح بيد عربية وبدون نصائح أميركية، فهذه النصائح لن تأتي بأي حال.
نحن لا ندعو للدخول العربي إلى اليمن – حتى وإن كان ذلك مباحا ربما في وقت من الأوقات – إلا أن القدرة على ضرب الحوثيين ومعهم صالح يمكن أن تتم بيد يمنية خالصة ولكن بدعم من دول الخليج العربي إزاء الدعم الذي يلقاه الحوثي وصالح من دول أخرى الجميع يعلمها، بل يمكن ان نصل إلى فرض حصار بحري كامل على اليمن في جزئه الشمالي على الأقل حتى لو استدعى الأمر تلغيم جميع مداخل الموانئ هناك إذا كان الحصار المادي صعبا أو أن الظروف المحيطة تمنع حدوثه.
الفعل العملي الإيجابي مطلوب قبل أن يحل الندم على اليمن كما حل قبلا على فلسطين والأحواز وقبل ذلك على لواء الإسكندرونة... والقافلة تسير.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .