العدد 2326
الخميس 26 فبراير 2015
banner
سرقة في وضح النهار أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الخميس 26 فبراير 2015

لم يكف تركيا ما سرقته من العرب على مدى قرون، لم يكفها التاريخ والآثار والتطور المفترض بدونها، كل ذلك سرقته من الأمة العربية إضافة إلى المستقبل، لم يكفها الأرض التي تحتلها حتى الآن بالقوة بسبب ضعف الأمة العربية وانفصام القمة عن القاعدة فيها، فلواء الاسكندرون العربي يقبع تحت الاحتلال التركي حتى الآن، لم يكفها كل ذلك بل تدخل جهارا نهارا إلى الأرض السورية وتسرق التاريخ امام العلن وتتبجح بذلك، بل تعلن أنها دخلت إلى أرض تركية حسب الاتفاقات السابقة مع الدولة السورية، وهي الدولة الغائبة والمغيبة ومع ذلك أعلنت رفضها لما حدث وهو أقصى ما تستطيع في ظل غياب القدرة على الفعل عندها.
قد تكون هذه واحدة من الأسباب التي جعلت تركيا تعمل على هدم الدولة العربية السورية بدعمها للإرهاب الذي ساد هذه الدولة، بل ربما ساهمت في صناعته من البداية لوأد الثورة الحقيقية التي قامت على أرض سوريا، فالمطلوب تدمير سوريا وغيرها من الدول العربية، والمطلوب تمزيق الأمة وتضييع قدرتها على الوقوف والتقرير والمواجهة، وهي في هذا تلتقي والعدو الصهيوني في الغاية والهدف، فتركيا في الشمال والعدو الصهيوني في الغرب من الشام وبلاد الرافدين وإيران الأخرى على الجانب الشرقي، جميعها تنسق فيما بينها ليلتهم كل جزءا من الكعكة التي أضاعها النظام العربي الفاشل عن مواجهة الأزمات، الغائب عن الحدث والنائم في العسل بعيدا عن الشعب العربي.
ولا نستثني من ذلك النظام السوري الحالي حتى لا يظن من يسيء الظن أننا مع هذا النظام، بل هو جزء من منظومة عربية فاشلة، غائبة... بعيدة عن القرار المستقل، هذه المنظومة المتمسكة بالسلطة والتي حولت ما كان يمكن أن يكون ربيعا عربيا يحول الوطن العربي إلى واحة ديمقراطية بيد شبابه، حولته إلى شتاء قارس يدفع المواطن العربي إلى الاختباء، نظام عربي جعل من الجميع يستبيح وطننا العربي كل يأخذ ما يستطيع، إيران في الأحواز وبعدها في العراق بكامله ثم سوريا والآن اليمن، وتركيا في شمال العراق وسوريا بعد الاسكندرونة، والعدو الصهيوني في فلسطين وسوريا ولبنان، وأمهم الكبرى، الولايات المتحدة الأميركية في كل ذلك، فهي تستبيح من بعيد – التحكم من بعد – وتتحكم في كل ما يجري بيد الغير الجاهز للخدمة.
إشارة ضوئية – ونأمل أن تكون مضيئة - خرجت من مصر التي أخرجت ذاتها من المؤامرة الكبرى قبل ذلك، هذه الإشارة خرجت على لسان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عندما دعا إلى تكوين قوة عربية لمكافحة الإرهاب – كما قال – والتي نريدها قوة لمحاربة كل ما يمس وطننا العربي سواء الإرهاب الداخلي أو الإرهاب الخارجي، فالاثنان سواء، مطلوب قوة عربية بقيادة عربية خالصة بعيدة عن الغرب، وستكون قادرة على تنظيف البيت العربي من الإرهاب المنتشر في كل مكان، ولو كانت هذه القوة موجودة قبل ذلك وبعيدة عن النظام العربي الحالي الغائب الذي يريد تغييب القرار العربي المستقل، لما حدث كل الذي نعيشه على الساحة العربية، لما تشكلت النصرة أو داعش او غيرها من التنظيمات التي تنسب نفسها للدين البعيد عن الإرهاب وتمارس الإرهاب باسمه.
الوطن العربي اليوم يعيش حالة من الضياع في كل شيء، فلا قيادة لديه قادرة على إدراة الدفة وتوحيد القرار كما كانت أيام عبدالناصر، ولا رأي لشعب يريد تغيير وضعه والانتصار لأرضه ولكنه مقيد، ولذلك نود وبوجود قوة عربية شعبية موحدة كما تمت الدعوة لها أن تكون أمة قادرة على طرد الفيروسات المنتشرة في الجسد العربي والتي تنهكه وتبدد قوته وتجعله جسدا سقيما كما يريده أعداؤه.
نتمنى من جامعتنا العربية النائمة هي الأخرى ان تبادر إلى التقاط الدعوة المصرية وتفعيلها بصورة سريعة لخدمة الإنسان العربي والوطن العربي ككل وليس دولة دون أخرى... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .