العدد 2237
السبت 29 نوفمبر 2014
banner
اليوم وليس غدا أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
السبت 29 نوفمبر 2014

هذا هو يوم الحسم الذي به يحدد الجميع وطنيتهم وارتباطهم بهذه الأرض، هذا هو اليوم الذي يقول فيه الجميع كلمتهم، ويستخدمون حقهم في تقرير مستقبلهم، هذا هو اليوم الذي من خلاله نستطيع أن نخرس الخارج الذي يراهن على ضعفنا ويريد سلب قرارنا ووطننا، هذا هو اليوم الذي به ومن خلاله نقول إننا أبناء هذه الأرض، أبناء تاريخها، بناة مستقبلها، المدافعون عنها وعن تراثها وعن أيامها القادمة، الوطن ليس أرضا وترابا، وليس بيتا أو شارعا، ليس حديقة هنا أو هناك، الوطن انتماء وتضحية وعمل وبناء وحرب مع من يعاديه، الوطن جيل وراء جيل كل يعمل في وقته وزمنه، كل يبني للقادم، نسيمه غير نسيم غيره.
حين ينادي الوطن ابناءه يهب الجميع وتصطف الصفوف لتلبي النداء وتقول كلمتها، يقول كل مواطن انا هنا أعمل، أبني، أدافع، أحمي، فالوطن ليس جلوسا وانتظار الغير ليعطي بل مشاركة من الجميع كل في مكانه وكل حسب علمه وخبرته وقدرته، الصغير والكبير، الرجل والمرأة، المتعلم والأمي، القوي والضعيف، لا فرق بين الجميع، جميعهم على قدم المساواة في الواجب الوطني.
أمن الوطن بحاجة إلينا، مستقبله ينادينا، تاريخه يقوينا، أجدادنا ينظرون إلينا ليقولوا لنا عملنا في زماننا وبنينا فماذا أنتم فاعلون، أبناؤنا ينتظرون منا ويسألونا من الذي يصنع مستقبلنا، الجالسون منكم والخاملون أم العاملون المنتجون.
اليوم يوم حسم انتخابي، يوم تحديد مستقبل نرنو إليه ونأمل منه ونريده ورديا وليس أسود، يوم تأدية ما علينا من واجب وما في رقابنا من حق لهذا الوطن، لن ننظر إلى ماذا أخذنا وما أعطانا وطننا بل نسأل لنعرف ما علينا وماذا يريد الوطن منا لنبادر إليه، فاليوم نقول كلمتنا جميعا، نكون أو لا نكون، نصنع وطنا حرا مستقلا واحدا، أو نتركه للأجنبي ليحوله إلى وطن مقيد تابع مقسم.
هل نصنع تاريخنا الوطني القادم بأنفسنا أم نتكاسل ونطلب فقط؟ هل نرسم المستقبل بيدنا أم ننتظر من يرسمه لنا ونحن قابعون في أماكننا؟ هل نحدد مصيرنا كما نريد بعملنا أم نتركه لغيرنا يفعل ما يريد وما هو في غير صالحنا وصالح أجيالنا القادمة؟ هل نريد وطنا آمنا مستقرا حرا أم الوطن الذي يسوده الخوف والترقب وانعدام الأمن وفقد الحرية والاستقلال.
الصور أمامنا واضحة لما حدث لغيرنا حين نتكاسل ونترك الغير يعمل ولم نقل نحن هنا، نحن لا نريد أن نرى أنفسنا كما هو الحال من حولنا، نريد أن نعيش في أمن واستقرار كما نريد أن نكون أحرارا غير تابعين، وهذا لا يكون إلا إذا اصطفت الطوابير أمام صناديق الاقتراع اليوم لتقول ما عليها وتختار ما تريد وترفض ما لا تريد، نريدها طوابير طويلة تنقلها الصورة لمن يتربص بنا وبوطننا وتخرس لسانه وتمنعه من التدخل في شؤوننا وتقويض امننا واستقرارنا وسلب حريتنا، نريدها صفوفا بشرية ترتفع فيها الابتسامة على الوجوه، نريد أن نقول لأبنائنا وأحفادنا من خلال هذه الصورة إننا لم نتكاسل ولم نتقاعس ولم نجلس ولم نخنع ولم نقف لننتظر غيرنا، بل اصطففنا لنختار ونقول للجميع إننا نريد المستقبل.
نريد مجلسا نيابيا وطنيا حقيقيا يحمل هم المواطن ويحمي الوطن، مجلسا يبني معنا المستقبل الذي نريد، مجلسا يفهم ويعي ما يحاك ضد وطننا ويمنع حدوثه ونحن معه على نفس الطريق، مجلسا يكون معنا مرتبطا بنا يحمل همومنا، متصلا بنا غير منقطع عنا.
في هذا اليوم يقول كل منا كلمته، حرا غير مقيد، كلمة نابعة من داخلنا بدون تدخل من أحد، كلمة نشهد بها أمام الله أننا قلنا بها الحق وليس غير الحق، فهل نحن فاعلون، أجزم بذلك لأنني أثق بهذا المواطن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية