العدد 2229
الجمعة 21 نوفمبر 2014
banner
مستقبلي أرسمه بنفسي أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الجمعة 21 نوفمبر 2014

لا أحد يعرف الغيب إلا الخالق سبحانه وتعالى والمستقبل بيد الله يعلمه وحده ويدعونا سبحانه كبشر للعمل من أجله وبنائه، لذلك خلق البشر أجمعين ودفعهم لإعمار الأرض أي بناء المستقبل الذي يريدون، وهي دعوة لنا أجمعين للعمل وبذل الجهد لبناء مستقبلنا الذي نريد، بالتالي فإن العمل من أجل المستقبل ليس شركا بالله أو نقصا في الإيمان كما يصوره البعض ولكنه إيمان حقيقي بما دعانا له الحق تبارك وتعالى، فهو فهم صحيح لصحيح الرسالة السماوية التي بعث الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام من أجلها “قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون” (الزمر 39)، فرب العزة يدعونا للعمل، والعمل لا يكون من أجل الماضي بل من أجل المستقبل، وهو ما يعني باختصار الدعوة للبشر من أجل بناء المستقبل، لذلك فإن هذا العمل يكون عملا إيمانيا حقيقيا وصحيحا وليس كما يفهمه من لا يفهمون.
من هنا نقول إن يوم غد يجب أن يكون يوم عمل إيماني حقيقي وصحيح حين تفتح أبواب اللجان الانتخابية ويبدأ الناخبون في التوجه إليها ليس فقط لوضع إشارة على الاسم الذي يختارون، بل للمساهمة في بناء المستقبل الذي يريدون، المستقبل الذي عليهم ألا يتركوه بيد غيرهم أو يد من لا يفهمهم ولا يعرف كيف يساهم في فعل ما يريدون ويتمنون، فلا يحق لي لوم الآخر إن لم أشارك في العمل من أجل نفسي كمواطن ومن أجل الآخرين معي، فإن كنت من السلبية إلى درجة ترك مصيري ومصير الأجيال القادمة بيد الآخر وليس يدي فإنه لا يحق لي توجيه اللوم إلى غيري لأنني تقاعست في يوم من الأيام عن المشاركة في تحديد هذا المستقبل.
المشاركة في التصويت تعاكس وتناقض المقاطعة، فإذا كانت المقاطعة عملا سلبيا غير منتج بل يقف متأخرا عن السائرين، فإن هذا يعني ان المشاركة عمل إيجابي يمكن أن يكون منتجا وبانيا وصانعا للمستقبل، لذلك من المهم أولا وقبل كل شيء معرفة أن المشاركة مطلوبة من الجميع المساندين للوضع القائم والرافضين له، فالمساندون يريدون دوامه واستمراره على ما هو دون تغيير، والرافضون يريدون تغييره للأفضل واستبدال الصحيح بالخاطئ، بمعنى أن الجهتين عليها واجب المشاركة كل حسب ما يراه ويعتقده.
نأتي بعد ذلك لنوعية المشاركة والقرار، فحين نقول للمواطن ارسم مستقبلك فإن الكلمة ليست ولا تمثل قولا عابرا بلا معنى، بل هي تفسير منطقي وطبيعي لما نتحدث عنه، وهي دعوة للفعل الإيجابي المنطقي المطلوب يوم غد، والفعل الإيجابي الذي نعنيه ونسمع الكثيرين يدعون إليه هو الفعل الذي يحاول به الإنسان رسم مستقبله القادم أو على أقل تقدير المساهمة في تحديد ملامحه، فإذا قدم كل منا مساهمته الإيجابية البسيطة فإن التراكم لهذه المساهمات يمثل البناء الحقيقي لمستقبل المواطن الإنسان الذي نعنيه والذي يجب أن يكون المستفيد الأول من هذا العمل الإيجابي.
هنا نتحدث لفئة واسعة من المحبطين مما حدث وما قام به المجلس السابق، فهي الفئة التي يجب أن تكون أكثر حرصا من الفئات الأخرى على العمل الإيجابي بالمشاركة من أجل التغيير ورسم المستقبل المطلوب للمواطن الإنسان، فهذه الفئة تراكمت عليها وطوال الأعوام الاثني عشر الماضية مشاعر سلبية كثيرة تجاه التجربة البرلمانية بسبب الأداء غير الإنساني للمجلس، وشكلت هذه المشاعر بداخلها حالة من الإحباط النفسي السلبي، هذه الفئة هي من أكثر الفئات حملا لهموم المواطن وهي الفئة التي عليها مثل غيرها وأكثر واجب العمل من اجل التغيير الذي تتحدث عنه، فالتغيير لا يأتي بالسلبية التي لا تصنع شيئا بل تبقي كل شيء على حاله، إنما التغيير يحدث حين يساهم كل منا في إحداثه وصنعه، وبهذا التغيير نساهم جميعا في بناء المستقبل الحقيقي الذي نريد... والله أعلم.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .