العدد 1216
الأحد 12 فبراير 2012
banner
الحوار .. والاتحاد .. و14 فبراير! نوف بوعلاي
نوف بوعلاي
ملح الكلام
الأحد 12 فبراير 2012

انتشر الحديث في أوساط المجتمع البحريني في الآونة الأخيرة عن ثلاثة شئون: احتمالية إقامة حوار ثانٍ يتبع الحوار الذي أقيم في يوليو الماضي، وأنباء عن اتحادٍ قريب بين البحرين والشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، واقتراب حلول الذكرى الأولى للأحداث المؤسفة التي شهدتها البحرين على مدى العام الماضي في الرابع عشر من فبراير. وكعادتي، سأدلي بدلوي فيما يتعلق بما ذكرته من شئون، مذكرةً أنها آرائي الشخصية المتواضعة؛ وهي قابلة للنقاش ولا تستوجب الهجوم بأي حالٍ من الأحوال!
 سعدتُ بكم البحرينيين الهائل من ذوي الخبرة والكفاءة وأصحاب القرار الذين اجتمعوا للمشاركة في الحوار الأول “حوار التوافق الوطني” الذي تشرفت بالعمل ضمن فريقه الإعلامي؛ ولكنني لا أعتقد أن إقامة حوار ثانٍ يمثل فكرة سديدة! ولا أقول ذلك لرداءة الفكرة، بل لأني أعتقد أن موقف مختلف “الأطراف” بات معروفاً، وأن “المغردين خارج السرب” سيختلقون الأعذار والحجج مجدداً لتعطيل الحوار المزمع؛ وهو الأمر الذي يكون معه الحفاظ على ميزانية الدولة ووقت المتحاورين أولى من إقامة الحوار! ولكنني إن كنت مخطئة – وأتمنى أن أكون كذلك – وعزمت الحكومة على إقامة الحوار الثاني؛ أقترح أن يسمى “حوار المصالحة الوطنية”؛ فما أحوجنا إلى مصالحة تلتئم معها جراحاتنا وتشفى بها علاتنا.
 أما الاتحاد بين مملكتنا والشقيقة العربية السعودية، فأعتقد أنه أمرٌ رائع؛ ليس فقط حتى تحصل البحرين على قوة مضافة وتعزز موقفها في الرغبة في الحفاظ على أمنها وسيادتها في مواجهة أي أطماع خارجية تتربص بها؛ بل لأن الاتحاد بين البحرين وبين أي من دول الخليج العربي مدعاة فخر لكل خليجي يرتبط مع إخوانه في دول الخليج بروابط عميقة وتاريخية مشتركة. وسأسمح لنفسي باقتراحٍ آخر هنا هو إطلاع الناس على تفاصيل وحيثيات هذا الاتحاد حتى يكونوا على بينة بما يدور حولهم؛ فالأزمة إن علمتنا شيء إنما علمتنا أن نرصد ونراقب ونستوعب ما يحدث حولنا جيداً!
 وها قد اقترب الرابع عشر من فبراير بكل ما يحمله من معاني الحب والوفاء للناس حول العالم؛ كونه يصادف عيد الحب. ولكن معناه يختلف في هذا الجزء من العالم ويمثل أسوء يومٍ في تاريخ البحرين الحديث ... اليوم الذي استيقظ فيه البحرينيون على واقع مرير لايزالوا يحاولون تجاوزه حتى هذه اللحظة! “بس على طاري الحب” أثبت أهل البحرين عشقهم لمملكتهم الحبيبة وعزمهم على مداواتها واستكمال الطريق الذي اختطه لهم جلالة الملك المفدى؛ فـ “أجمل الأيام تلك التي لم نعشها بعد”.
 أعترف أنني شخصياً منهكة نفسياً مما تعرضنا له على مدى العام المنصرم؛ ولكنني يحدوني الأمل أيضاً في أننا عشنا الأسوء وسنتجاوزه تدريجياً، وأننا في مرحلة النقاهة والتعافي من كل ما آلم بنا وبوطننا الغالي. فالدعاء والأمل هو كل ما نملكه الآن ... وهذا هو ملح الكلام.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية