العدد 2330
الإثنين 02 مارس 2015
banner
عنف وفساد كوادر التيارات الإسلامية يشوه الإسلام حمد الهرمي
حمد الهرمي
ستة على ستة
الإثنين 02 مارس 2015

لم أر في حياتي خلافا يدار كما أداره بعض ممن يدعون أنهم إسلاميون من كوادر الجمعيات الإسلامية، بل وينتهجون منهج السلف الصالح كما يشيعون، خلافهم مع عدد من الإعلاميين والناشطين الذين يرون أن الواقف مع الفاسدين فاسد مثلهم، استخدموا كل الوسائل للتشهير والترهيب لإخوان لهم في الوطن والإسلام، فقط لأنهم أبدوا تأييدهم لإبعاد المجتمع عن الممسكين بمفاصل الدولة دون وجه كفاءة أو نزاهة.
ما دار من جدل ونقاش حول تصحيح وضع الأمانة العامة لمجلس النواب الذي بدأ بإقالة الأمين العام المساعد التابع لـ “كتلة إسلامية”، وانتقل إلى وسائل التواصل الاجتماعي كشف عن وجه آخر لكوادر التيارات التي أطلقت على نفسها جمعيات اسلامية، كما اثبتت التصرفات وسلوك كوادرها أنها ابعد ما تكون عن هذا الدين الذي جاء بالتسامح واعتماد الموعظة الحسنة كفلسفة للدعوة ولكم دينكم ولي دين كمبدأ حضاري للتعايش، وإتمام مكارم الأخلاق كأساس للدين ومناقشة الآخر بالحجج بأسلوب لين وليس غليظا لئلا ينفض الناس من حولهم، كهوية تميز الإسلام عن كل الأديان.
عبر متابعة يومية لبعض من كوادر الأصالة والمنبر “الجمعيتين الإسلاميتين” رأيت بأم عيني وسمعت عبر وسائل التواصل الاجتماعي من الشتائم والغيبة والغوغائية ما لم اشهده في اي مكان أو زمان حتى في معارك العرب مع الإسرائيليين أو معارك الإيرانيين ضد العراقيين، لقد رأيت حسابات وهمية تنشأ، ليتها للدفاع عن بعض الكوادر التابعة للأصالة أو المنبر، لكنها حسابات للأسف تنشأ للشتم والتشهير بالمختلفين معهم، وإشاعة العداء وتسميم الأجواء الاجتماعية دون ضمير أو حس وطني أو إسلاميات.
لا أعرف لماذا تسعى كوادر من داخل التنظيمات الإسلامية “شيعية وسنية” الى القيام بإجراءات وسلوكيات لا تمت للإسلام ودعوته السمحة بصلة، العنف الذي تشيعه بعض هذه التيارات والحركات التمثيلية الانفعالية التي ترسخ فكرة ان الاسلام دين عنف وعصبية، وليس دين عقل وسماحة، دين حرب ونار وليس دين سلام ومحبة، دين مخابيل وخرافات، وليس دين علماء وقرءان فصيح، دين كراهية بفعل الحقد والتخلف والغوغاء وليس دين حب وحكمة وجمال وتقوى؟
هؤلاء من يشوهون الإسلام، هؤلاء من يضعونا في الدرك الأسفل من التخلف الذي نعيش فيه وليس الإسلام، وهذا ما يجعلنا نقول إنه آن الأوان لأن تتحرك القواعد في التيارات الإسلامية لعزل قياداتها التي لم تتمكن من إحداث التغيير المطلوب ومن ثم التطوير المرجو من التيارات الإسلامية وتخليصها من تشوهاتها التي حدثت بسبب سيطرة الكوادر الضعيفة على سدة قرارها لمدة كبيرة.
ما أشيع عن تحرك عدد ليس قليلا من كوادر “الأصالة” لتغيير إدارتها خلال الفترة القريبة القادمة، على اثر الخطأ الفادح الذي ارتكب من قبل اعضاء كتلة الأصالة داخل المجلس النيابي في قضية فصل الأمين العام المساعد والتشنجات التمثيلية التي قاموا بها ووقوفهم الصريح ضد محاربة الفساد ناهيك عن التهديدات التي وجهها احد القياديين لرئيس المجلس ونائبه الأول، اعتقد ان هذا هو القرار الصائب، الذي قد يساعد في انقاذ التيار وإعادته للمشهد السياسي لأن الناس تبددت ثقتهم أولا في الجمعيتين.
ينبغي على المقدمين على هذا المشروع المهم والكبير التحلي بالشجاعة والحكمة والقوة ليتمكنوا من تحقيق هدف انقاذ التيار، وليعلموا ان هذا هو الخيار الوحيد اذا أرادوا ان يعيدوا جزءا من احقيتهم في الوجود داخل المشهد السياسي في البحرين، فالناس لن يقنعها بعد الآن الاعتماد على القيادات الحالية التي صرخت في وجه الاصلاح الذي يصب في صالح الوطن وكل فرد من افراد الشعب من اجل انقاذ عضو من اعضاء التيار الذي اخطأ بما يكفي ليستحق العقاب.
كما يجب عليهم ان يسرعوا في التغيير فالواقع المحلي يشير الى ان هناك مجريات كبيرة قادمة في الطريق، وتلك الإجراءات لن تنتظر أحدا، كما انها لن تقبل بذات الوجوه لتكون ضمن اللاعبين الذين سيحترمهم الواقع الجديد، لذا فإن قلب الصفحة بالنسبة للأصالة ليس خيارا بل هو الحل الوحيد أمامهم اذا أرادوا ان يكون لهم وجود ومكان في المشهد السياسي البحريني في حقبته الجديدة.
وبالطبع هذا لا ينطبق على “الإخوان” فهؤلاء لم يتركوا أمام الشعب البحريني خيارا في عزلهم من مشهده السياسي نهائيا ودون عودة وهو ما حدث لهم في السعودية والإمارات وبالتأكيد سيحدث لهم في قطر والكويت... للحديث صلة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .