العدد 2260
الإثنين 22 ديسمبر 2014
banner
تشكيلة “الشورى” بين إحباط الناس وشماتة المعارضة حمد الهرمي
حمد الهرمي
ستة على ستة
الإثنين 22 ديسمبر 2014


انتظرت قائمة أعضاء مجلس الشورى الجديدة بتفاؤل وتوقعات عالية جدا مثل كل البحرينيين الذين انتظروها بعد أن قيل إن هناك معايير جديدة للشوريين؛ تفاديا لاختيار أعضاء لا يقدموا شيئا، ولا تستفد منهم التجربة التشريعية البحرينية ، بل يكون ضعف أدائهم هو أحد المواضيع التي طالما جاهرت بها المعارضة.
مرة أخرى مثل بقية البحرينيين، صدمت بتشكيلة مجلس الشورى بعد إعلانها الرسمي، وتساءلت نيابة عن الناس هذه المرة عن المعايير التي وعد الشارع باعتمادها لاختيار الشوريين، كيف للشارع البحريني أن ينظر بعين الرضا والقبول لهذه المعايير، وهي تضع محدود الخبرة في سلة واحدة مع الخبير والعارف بخبايا الأمور.
 هل هذه المعايير السوريالية تندرج تحت نظرية “لكبار يشوفون شي احنا ما نشوفه”؟ لكي نوقف تساؤلاتنا ونضع حدا للإحباط الذي أصاب الناس، أو على الأقل تتكرم الدولة بإعلان المعايير التي تم اختيار أعضاء مجلس الشورى وفقها.
في كل الأحوال استكمالا لملاحظاتي وجدت الناس بعد الإشاعات المسربة لتشكيلة مجلس الشورى، ومن ثم الإعلان الرسمي لها، ارتاحت لإشاعات وتحليلات تشير إلى أن ثمة تغييرات جذرية في القريب العاجل ستطرأ على المشهد السياسي في الخليج العربي وإيران، وكذلك المنطقة العربية، ومن ثم سيحدث تغيير على المشاهد الداخلية للدول الخليجية، ومن ضمنها البحرين.
هذه النظرية لاقت رواجا بين الناس؛ لأن ضعف تشكيلة مجلس الشورى وتسببها في حالة من الإحباط لدى الشارع البحريني جعل الناس يبحثون عن مخرج لهم ليجدوا هذه الإشاعة ملاذا يحتمون به من الاكتئاب والإحباط، ولا يستطيع أحد أن يحرم الناس من هذه الأوهام التي تجعل أيامهم القادمة محتملة وتحميهم من فكرة أن من تم اختيارهم في مجلس الشورى هم صفوة المجتمع البحريني الذي مضى على بداية التعليم لديه أكثر من 100 عام، بل هؤلاء هم لمجرد تصريف أعمال مجلس الشورى إحدى غرفتي التشريع حتى ينتهي العالم من تسوياته في المنطقة الخليجية والعربية.
صار الشعب البحريني يعالج العديد من جنبات واقعه المر بتصديق الأوهام والإشاعات والأكاذيب، وهذا تحديدا ما يجعل لبعض الشخصيات الأفاقة مساحة كافية لدى عدد من فئات المجتمع لافتعال العنتريات، كما سيجد آذانا صاغية لتحليلات رغم أنها ليست حقيقية، إلا أنها ستجد ما يدعمها في الواقع المعاش للناس، على سبيل المثال لا الحصر تشكيلة مجلس الشورى الحالية التي تناقض وتناهض أطروحة أن مجلس الشورى هو بيت الخبرات البحرينية لترشيد طرح السلطة التشريعية وترصين مشاريعها.
 لكن للأسف فإن مخرجات المعايير الجديدة لاختيار الشوريين لا تزال ضعيفة أيضا، دون مبرر واضح .
كما أسلفت في مقال سابق، فإن كل ما أكتبه هو نتيجة ملاحظات دقيقة لمجريات المخاض الأخير للانتخابات، ومن ثم تشكيل الحكومة ومجلس الشورى، وقد رصدت بدقة تفاعل الناس وانفعالاتهم وطموحاتهم في ضخ الدماء الجديدة القادرة على أخذ البحرين إلى الأمام، لنظل نراوح بين كوادر ضعيفة اعتادت الحكومة عليها، وكوادر أضعف تأتي من بطن المعارضة.
إلى أين نحن ذاهبون؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية