العدد 2929
الجمعة 21 أكتوبر 2016
banner
الطفل الخليجي يتعرض لغزو إعلامي ومؤسساتنا تتفرج! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الجمعة 21 أكتوبر 2016

لا أعلم أين أنشطة مؤسسة الإنتاج البرامجي الخليجي المشترك الموجهة للطفل الخليجي الذي يتعرض اليوم لكل أشكال الغزو، وتقدم إليه الفضائيات مادة تتعمد خنق ثقافته الوطنية وهويته ومحاصرتها، وبعبارة أدق، الطفل الخليجي يتعرض لغزو ثقافي وإعلامي مباشر وصيغة من الاحتلال، ومؤسساتنا تتفرج ولا تتعامل مع الموضوع الخطير بجدية، وكأنها لا تعرف الأثر الذهني الذي يخلفه التلفزيون في نفوس الأطفال، وكل ما في جعبتها عدد من البرامج لعل أشهرها البرنامج التربوي التعليمي الشهير “افتح يا سمسم”، ومن ثم اختاروا الطريق السهل أي الاجتماعات والتوصيات والدوران في نفس الحلقة على مر الأيام والأسابيع والشهور والسنين.
يمكنني القول إن الفضائيات الخليجية ترتكب خطيئة كبرى في حق أطفالنا بتقديم البرامج التافهة والمشوهة ونحن نعيش في عالم أصبحت الغلبة الأقوى فيه للصورة، برامج تفتقد الحوافز التربوية والثقافية والإرشادية ولا تخاطب الطفل بصيغ فنية راقية. من المشكلات الراهنة في كل دول الخليج غياب المؤسسة الإعلامية الرسمية عن واجبها نحو أطفالنا وعدم أخذ كل التدابير الرامية لتحصينه عبر تقديم كل ما هو مفيد له، خصوصا في هذه المرحلة التي أصبح فيها الاختراق سهلا للغاية، والتأثير الشرس لوسائل التواصل الاجتماعي بلغ ذروته، وحقق الاجتياح المطلوب في عصر لا يرحم، وبنظرة فاحصة لبرامج الأطفال المختلفة التي تعرضها الفضائيات الخليجية “دون ذكر أسماء” سنكتشف أنها برامج لا تراعي اهتمامات الطفل ولا تستجيب لاهتماماته وآثارها سلبية، والمشكلة أنها برامج ترصد لها ميزانيات وطاقم عمل وهي من الأساس بعيدة عن حاجات الطفل.
والملفت في الأمر كذلك عدم استفادة تلك المؤسسات بصروحها الضخمة من النقلة النوعية الكبيرة والمتطورة في عالم الإعلام والبث الرقمي على النحو الذي يقترب من الطفل الخليجي لتقديم برامج مختلفة نلمس تأثيرها الإيجابي، بل ما حصل عكس ذلك، حيث ظلت البرامج التي تقدم للأطفال على نفس الأسس والمبادئ القديمة وبنفس روح السبعينات والثمانينات، قصص خيالية ضارة بالطفل أو بلا نكهة، حوارات لا تتماشى مع القواعد الفنية والأخلاقية، حتى الأغاني التي تقدم الى الطفل أصبحت جوفاء ولا تحمل أية رسالة تربوية وألحانها صاخبة ولا تؤدي الى أية فائدة.
لذلك اقول إن الطفل الخليجي اليوم يحتاج مزيدا من الاهتمام من قبل المؤسسات الإعلامية الرسمية “الفضائيات الخليجية” لأن واقع الحياة تغير كثيرا وإن أهملناه سندفع الثمن غاليا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .