النظام الإيراني يمشي وفي حقيبته الغباء، يعيش الغباء ويتصور أن الصحف السوداء الملونة والمقنعة ستخفي غباءه، كلهم هكذا يسيرون بالغباء ويدورون في مضماره ويتصورون أنهم بلغوا أعلى مستوى من الذكاء. يخيل إلي أن الحكومة الإيرانية تعمل على تطوير الغباء والدفع به الى الأمام والتجارب كثيرة وآخرها ما صرح به رئيس الحرس الثوري الإيراني الأسبق محسن رضائي لصحيفة أميركية حينما قال (إننا لن نتخلى عن البحرين).
هذا التصريح مألوف جدا والنظام الإيراني “يلعب على المكشوف” ولكن بعد أيام سيظهر لنا غبي آخر ويصرح بأن إيران لا تتدخل في شؤون دول الجوار وتريد كذا وكذا، بمعنى.. أن النظام الإيراني وصل إلى مرحلة من الغباء السياسي والهذيان والعواء والتمدد على أرصفة الضياع والعتمة، وأصابه من التخلف ما يجعله “مصخرة” كما نقول بالعامية. كل أسبوع تخرج من مكاتبهم تصريحات متناقضة تبين تأثير ضربة “عاصفة الحزم” على رؤوسهم وحالة الفصام التي يعيشونها بسبب ضياع الأحلام الفارسية التوسعية على يد الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية أعزها الله. اليوم يخرج غبي منهم ولا تسلم البحرين من لسانه النتن وفي الغد يظهر غبي آخر ويتحدث عن مصالح مشتركة واحترام متبادل ومعاهدات وروابط، تشعر أنهم يتناولون الغباء كالماء والهواء والمشكلة أنهم لا يعترفون بالخيبات المتكررة وآثارها الواضحة.
(لن نتخلى عن البحرين)، مجرد هذيان من غبي في النظام الإيراني وعملاء التخلف والرجعية، كما أنه تعبير صريح عن نظرة عنصرية توسعية حاقدة، وتأكيد على الأصابع الايرانية في البحرين والمسرحيات والتدخلات الحقيرة في شؤوننا وإقرار بالإرهاب والإجرام، ولكننا نقول لهم بصوت ينخر عظامهم، إن البحرين ستجبركم على الجلوس في الطرقات كالمجانين والمعتوهين لفترات طويلة، ولن تنفعكم أجهزة التنصت الأميركية والعملاء والخونة الذين يعيشون كالحشرات. المفكر والكاتب الفلسطيني ناجي علوش كتب عن “الممارسات الطفولية والتخلف” “والتهريج في السيرك” وكتب الفرنسي ألبير كامو عن “المرض وتمزيق الثياب” و”الغبي يعيش تحت حذائه” وكتب كولن ويلسون عن “عويل الأغبياء” و”ميكرفون المهانة والسقوط”، لم يتبق شيء إلا وأنتم تحملونه.
هناك تعريفات كثيرة لكل شيء، الماهية والمدلول، ولكن هناك تعريف واحد للغباء في هذا الزمن وهو النظام الإيراني وجوقة الثرثرة في الحرس الثوري.