العدد 2676
الخميس 11 فبراير 2016
banner
ماذا يعرف “النواب” عن تطوير السياحة؟! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الخميس 11 فبراير 2016

هناك قوة سلبية تعطل الجهود التي تبذل في ميدان تطوير السياحة، ولعلي اقولها دون تردد إن هذه القوة السلبية هي تدخلات بعض  النواب وبياناتهم المتعددة التي لا سبيل الى التفصيل فيها، وحسبنا ان نذكر أنها لا علاقة لها من الأساس بتطوير السياحة وتنشيطها ببرامج وفعاليات متنوعة.
أعجبني اللقاء الذي اجرته الزميلة “اخبار الخليج” يوم الثلاثاء الماضي مع على محمد صليبيخ الدارس والخبير في علوم السياحة الذي شغل العديد من المناصب في القطاعات التي لها علاقة بالسياحة والفندقة، حيث تحدث بصراحة وأشار الى الاتجاهات الخاطئة التي تعيق تطوير السياحة ودخول مصطلحات جديدة مضحكة وقسموها أنواعا مثل السياحة العائلية وغير العائلية وهناك السياحة النظيفة والسياحة الدينية والسياحة التاريخية والثقافية والعلاجية وغيرها، حيث اصبح للسياحة اكثر من 11 نوعا معتمدا، وكل ذلك حسب صليبيخ في ظل عدم وضوح رؤية عما هي السياحة الحقيقية ودخول النواب على خط السياحة بعنفوان مما اضاف اثارة وتشويقا الى الموضوع، وللأسف حولوا المشهد السياحي الى مسرح كوميدي تراجيدي من اجل التسلية! ولعل اهم نقطة ذكرها صليبيخ في لقائه حسب وجهة نظري ان موضوع التصادم الثقافي الاجتماعي يعتبر من اهم المعوقات التي تواجه السياحة وله ابلغ الاثر السلبي على نمو وازدهار السياحة في اي مكان.
عطفا على كل ما ذكره خبير السياحة صليبيخ فإن البحرين تعتبر ذات تجربة عريقة ورائدة في السياحة وكانت تصنف من ضمن اكثر الدول العربية نشاطا وازدهارا، ولعبت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار دورا أساسيا بجهودها الملموسة في تنشيط السياحة وأولت هذا الملف اهتماما كبيرا ولها منا كل الشكر والتقدير، وفي مقابل هذا الجهد يخرج عدد من النواب وبدون ادنى ثقافة بمفردات السياحة ببيانات واجتهادات تعيق تطورها والعناية بها، بل وذهب بعضهم الى ابعد من ذلك حين طالب بتعطيلها نهائيا وحذفها من جدول اهتمامات الدولة.
ان ضخامة تدخلات بعض النواب في مسائل بعيدة كليا عن اختصاصهم يبطئ من سرعة اي نشاط حيوي كالسياحة والثقافة ومن ثم تتجمع الصعوبات “المختلقة طبعا” التي تعيق النماء والتطوير، فمن الغريب فعلا ان يتحدث نائب عن مستقبل السياحة والأنشطة الثقافية في البلاد وهو لا يعرف حتى المعارض الفنية والفعاليات العلمية التي تقام والندوات وغيرها من الانشطة المتنوعة. وآخر يعطينا صورة ملونة واضحة عن الخطوات التي ينوي القيام بها ضد مشاريع وبرامج سياحية وفنية في مرافق مختلفة بآراء ضعيفة، فقط ليكون قصة الموسم وتتوالى الحكايات في كل مكان وأسطورة الآراء المتزنة والدقيقة. يريد بأي شكل من الاشكال ان تنبت صورته في العيون وفوق الألسنة والسبب معروف ولا حاجة إلى ذكره.
في جملة سريعة اقول، اتركوا النهوض بالسياحة الى غيركم ويكفينا أمر التحديات المفروضة علينا. اعتقونا من منهج الغلو وجهودكم الداعية الى سيادة مبدأ التراجع في كل شيء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية