العدد 2672
الأحد 07 فبراير 2016
banner
مركز العمليات البحري الموحد.. ذروة التقدم العسكري الخليجي أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الأحد 07 فبراير 2016

الموقع الاستراتيجي لمملكة البحرين جعلها اليوم مقرا لمركز العمليات البحري لدول مجلس التعاون الخليجي الذي تفضل سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى حفظه الله ورعاه بافتتاحه يوم الخميس الماضي بمناسبة الذكرى الـ 48 لتأسيس قوة دفاع البحرين، وكما ذكر الفريق الركن يوسف بن أحمد الجلاهمة وزير شؤون الدفاع في كلمته “تم إنشاء هذا المركز البحري في هذه المنطقة الحساسة من العالم، مما سيحقق لدولنا الشقيقة مزيدا من التلاحم العسكري والتماسك الدفاعي نحو تحقيق المنعة والقوة لكياننا المشترك”.
إن مركز العمليات البحري لدول الخليج يجسد بلا أدنى شك ذروة التقدم العسكري الخليجي وسيمنح أوطاننا وزنا نوعيا جديدا في ميزان القوى العالمية على اعتبار ان دول مجلس التعاون الخليجي وبفضل توجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس أصبحت قوة عسكرية عالمية ضاربة لحماية حدودنا وأراضينا، فالآلة العسكرية لدول الخليج بحجمها وثقلها تحتل مرتبة متقدمة على المستوى العالمي وأدهشت العالم كله حينما بدأت عملية عاصفة الحزم بقيادة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية. وفي لقاء المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين بالزميلة “الأيام” قال ان الاتحاد الخليجي عسكريا قائم، فنحن العسكريون وحدنا امورنا العسكرية والوحدة الخليجية عسكريا قائمة بإنشاء القيادة العسكرية الموحدة لدول المجلس”.
بعبارة أخرى ان ما ذكره المشير عن الوحدة الخليجية عسكريا يمثل العنصر الاساسي للاتحاد الخليجي والعمل العسكري الموحد، جاء بدرجة واحدة من الحماسة، لأننا دول نتشارك في كل شيء، مستقبلنا ومصيرنا واحد وعدونا واحد مهما اختلفت تسمياته وأشكاله، واليد العسكرية الواحدة وسيلة ضرورية لتماسك مجتمعاتنا الخليجية في هذا الزمن المخيف الذي زادت فيه حدة الحروب والمؤامرات، بل أصبحت أساليب التنظيمات والجماعات الإرهابية تتخذ الصبغة العسكرية، وهذا أدخلنا طورا جديدا ومهما في مسألة المحافظة على أمن واستقرار مجتمعاتنا الخليجية التي مع كل اسف اصبحت منطقة مستهدفة من كل قوى الشر والتخريب والدمار.
إن الأهمية السياسية والاقتصادية لدول الخليج العربي جعلتها، وكلنا نعلم، محطة للتنافس والصراع بين الأعداء الذين تتميز خباثتهم مرة بالصعود ومرة بالهبوط، والشواهد التاريخية تؤكد ذلك، فهناك من يحاول عرقلة مسيرتنا واتحادنا ويجتهد في خلق الفجوات ولكن الموقف الخليجي الواحد يكون دائما بالمرصاد للحركات الخارجية والداخلية المعادية التي لن تستطيع أبدا النفاذ الى البنيان الداخلي لدولنا الخليجية.
في ضوء اتساع رقعة المؤامرات والصراعات والتهديدات التي تشكل خطورة بالغة على امن دول الخليج العربي سيكون مركز العمليات البحري لدول مجلس التعاون الخليجي سياجا أمنيا كبيرا في مواجهة الخطر المشترك الذي يهدد دولنا جميعا دون استثناء، فطبيعة دول الخليج الجغرافية تحتم عليها ان تعتمد بالدرجة الاساس على قدراتها العسكرية البحرية المتفوقة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .