العدد 2670
الجمعة 05 فبراير 2016
banner
أسرة بحرينية تطرق أبواب الإسكان تسأل الرحمة! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الجمعة 05 فبراير 2016

يظهر على الخارطة التي أمامنا أن معاناة المواطنين مع الإسكان لن تنتهي بسهولة كما نسمع ونقرأ، فمعظم المواطنين من أصحاب الطلبات يواجهون صعوبات جدية من الضروري أن تنتبه إليها وزارة الإسكان خصوصا الحالات الاستثنائية التي “تعور القلب” كما في حالة هذه المواطنة التي اتصلت بي وطلبت أن أنقل مأساتها ومعاناتها للرأي العام، عسى أن تجد من ينقذها مع زوجها وأبنائها من حالة الضياع والتشتت وضربات الزمن العنيفة التي لا ترحم وجشع أصحاب العمارات والشقق.
تقول المواطنة، تقدم زوجي بطلب وحدة سكنية سنة 2000 وحينها كنا نسكن في مدينة عيسى، وبعدها انتقلنا إلى عراد في العام 2008 وكان من شروط الحصول على وحدة سكنية المكوث في نفس العنوان لمدة عشر سنوات، ونحن قضينا الآن ثماني سنوات في عراد من أجل الحصول على الوحدة في المحرق وبقيت لنا سنتان، ولكن وضعنا اليوم صعب جدا مع الارتفاع الجنوني في أسعار الشقق في عراد وتضرب الملاك الذين يطلبون منا شروطا تعجيزية مثل عدم تأجيرهم لأسرة عندها أطفال ونحن عندنا أربعة أكبرهم 16 سنة، كما يفضلون دائما تأجير الشقق على الأجانب بعد قرار رفع الدعم عن الكهرباء.
وتضيف المواطنة بكل حرقة، أشعر أنني غريبة في وطني وأسرتي في طريقها إلى الدمار والتشتت، فأنا امرأة متقاعدة وزوجي حاله كبقية الناس راتبه متواضع وأغرق نفسه بالديون من أجل دفع إيجارات الشقق التي تراكمت علينا ولم يكن أمامنا حل سوى الاقتراض من البنوك مع انها حلول ضعيفة ومؤقتة. وصاحبة الشقة التي نسكن فيها حاليا أعطتنا حتى شهر مارس المقبل وبعدها يجب أن نخلي المكان. والسؤال الذي أطرحه للمسؤولين... أين نذهب؟ هل ننام في الشارع؟ يفترض أن هناك أولويات ومراعاة لمثل حالتنا ولو كان باستطاعتنا الصبر لسنتين لحين بلوغ المدة الكافية لحصولنا على الوحدة السكنية لصبرنا ولكن مقاومتنا للظروف الصعبة والقاسية بدأت تضعف شيئا فشيئا، ولا نعرف ماذا سيحل علينا في الغد. الناس تدخر أموالها لمستقبل الأبناء ونحن نصرفها من أجل إيجارات الشقق. “انتهى كلام المواطنة”.
أعرف أن وزارة الإسكان تحاول تسليم الوحدات السكنية للمواطنين بسرعة وفي حدود الإمكانيات المتاحة ولكننا ربما امام حالة جديدة من نوعها، قد أكون على خطأ وهناك العديد من الحالات المماثلة، ولكن ما اريد طرحه هو تفاقم الاوضاع في ظل عدم وجود مؤشرات خطة سريعة لمساعدة هذه العوائل المتأزمة والمتورطة مع إيجارات الشقق المرتفعة رغم وجود المبلغ الذي تصرفه وزارة الاسكان. هذه الاسرة تطرق الابواب تسأل الرحمة وطلب الحماية بعد ان وصلت الى حدود اليأس، وكلنا أمل في وزارة الإسكان أن تتابع أمرها وتنهي معاناتها وتنقذها من تصاعد المشاكل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .