العدد 2605
الأربعاء 02 ديسمبر 2015
banner
ضعوا حداً للتصريحات السلبية “فضغط” المواطن يزداد أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الأربعاء 02 ديسمبر 2015

ظاهرة تاريخية مهمة أن يناقش مجلسا الشورى والنواب تقاعد نواب “التكميلية” في هذا الوقت الذي تفجرت فيه كل مظاهر التقشف جراء التحديات الاقتصادية الناجمة عن تراجع اسعارالنفط، والمشكلة الأهم التي تضرب المواطن هي أنه ينظر في كل الاتجاهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية ويسمع كلمة واحدة مفادها، الوضع مازال بحاجة للدراسة للتحقق من أن الأمور ستكون على ما يرام!
موظف حكومي صغير مهمته إدخال البيانات يرفض إدخال بيانات مواطن تعاقد مع جهة حكومية لتوفير “منتج وطني” بحجة نقص الميزانية وترشيد الإنفاقات مع أن المبلغ الذي يفترض أن يدخل في حساب المواطن زهيد جدا و”يادوب يكفي” لشراء بدلة وحذاء وربطة عنق!
أيعقل أن تكون الأزمة المالية العالمية أوصلتنا الى هذا الحال وكأن البلد ستضيع تدريجيا تحت ضغط تراجع اسعار النفط؟ كل وزير ومسؤول يخرج ويعطي تلخيصا عن الازمة يختلف عن الآخر، الحقيقة عائمة و”ضغط” المواطن يزداد بشكل سريع وهو يرى من بعيد وكما رسم له، وضعا ماليا مهلهلا ومخاطر اقتصادية ضخمة لا يمكن التغلب عليها. كل شيء عند المواطن اليوم تحول الى خطر يهدد حياته وينتظره خراب هائل بسبب تدهور أسعار النفط.
“يا جماعة” نفس المشكلة تمر بها بقية دول الخليج والتحديات الاقتصادية مماثلة وربما اكثر تعقيدا ولكننا لا نرى المواطن هناك  يتذمر ويشعر بأي قلق وتحول في حياته، كل شيء يسير بشكل طبيعي وأجهزة التخطيط على معرفة تامة بالوضع  وتبعد المواطن عن  أية عوامل خارجية تؤثر على “مزاجه” وتجعله مفتتا، أما نحن وبسبب عدم التنسيق بين مختلف الجهات الرسمية فقد حجبت الحقيقة عن المواطن وتسابق النواب لنيل الأوسمة والنياشين واقتصر تصريح المسؤولين في المؤتمرات الصحافية على الغاز وزيادة هم وقلق المواطن تحت مسمى التوجه العام والمصلحة العليا. يخيل الينا ونحن نستمع اليهم أن ايدي الدولة التي تعمل ستقف قريبا.
نعم.. هناك مشكلة نتفق، ولكنها ليست بالمشكلة التي تهز الوطن وتجعلنا نسير على ارضية غير ثابتة، فالبحرين مرت من قبل بأزمات اقتصادية واستطاعت الخروج منها بأسلوب فريد وغير متوقع، فلماذا يصر بعض المسؤولين على هذا التعقيد والتداخل وتصوير الوضع بأنه أسوأ بكثير مما كان في السابق، وأننا مقبلون على موجة من التغييرات المؤلمة. كيف يسمح مجلسا الشورى والنواب لنفسيهما بأن يضعا نصب عينهما اهدافا شخصية مثل المكافآت ومزايا التقاعد والمواطن المسكين يتعرض لمشاكل وصعوبات ويشعر بأن مستوى معيشته مهدد ولا توجد حدود للتصريحات المقلقة التي يسمعها كل يوم؟ مناقشة هذه المسألة وفي هذا التوقيت بالذات تعد طعنة للمواطن الذي يميل دائما الى القناعة بما يملك مهما تغيرت ظروف الحياة من حوله.
إن التغييرات التي تحدث في حياة المواطن اليوم إنما تتوقف الى حد كبير على تصرفات ونشاط المسؤولين، فالمواطن بطبيعته يتابع كل تحركاتهم وتصريحاتهم في ظل التغييرات التي طرأت على مجمل الأوضاع، ولكن ما العمل اذا كان هؤلاء المسؤولون يفكرون ويتصرفون بسلبية وكل آرائهم مختلفة بل ومتضاربة والباقي فقط انهم يقولون للمواطن إنك ستجد نفسك قريبا ملقى على قارعة الطريق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية