العدد 2603
الإثنين 30 نوفمبر 2015
banner
مشروع النقل الجماعي في البحرين والخلل الواضح! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الإثنين 30 نوفمبر 2015

ليس المهم أن تنطلق فقط، ولكن المهم أن يكون ذلك على أسس قوية وتقدم أفضل خدمة للمستهلك أسوة بدول الجوار التي قطعت شوطا كبيرا في مسألة شبكة النقل الجماعي وهي موضوعي لزاوية اليوم.
وزير المواصلات والاتصالات الأخ كمال أحمد قال في تصريحات قبل يومين إن أعداد مستخدمي شبكة النقل الجماعي الجديدة في البحرين تضاعف ووصل الرقم الى أكثر من 28 الف شخص يوميا، وإن اعداد المستخدمين في تزايد مستمر منذ بدء تدشين الشبكة في اغسطس الماضي. كما ذكرت الزميلة “الوطن” نقلا عن مصدر مطلع ان اكثر من 60 % من محطات الحافلات الجديدة تم الانتهاء منها او الشروع ببنائها، وبحسب ما تم الإعلان عنه فإن اكثر من 700 محطة جديدة سيتم بناؤها لتغطي اكثر من 70 % من البحرين.
حقيقة وأقولها كمواطن لم يطرأ أي تغيير مهم على حياة المواطن البحريني مع بدء مشروع النقل الجماعي مع أننا نرغب في ذلك، وأتصور ان الرقم الذي ذكره الوزير 28 ألف راكب يوميا لا يخص المواطنين وإنما الأجانب، وتحديدا العمال والموظفون الآسيويون الذين هم أكثر من يستخدم وسائل النقل الجماعي في المملكة.
وبودنا أن يطلعنا الوزير مشكورا على نسبة اقبال المواطنين على النقل الجماعي لأنها ذات اهمية بالغة وتعطي صورة حقيقية على ما يترتب على انشاء هذا المشروع الحيوي من تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على الاقتصاد. كما نود ان نسأل عن محطات الحافلات الجديدة، (700 محطة)، هل ستكون محطات متطورة
تحتوي على مميزات ومزودة بأرقى وسائل الراحة والترفيه من تكييف وشبكة واي فاي وغيرها كما في دول الجوار أم ستكون “مسقفة” وبس!
هل ستكون الـ 700 محطة ذات مواصفات تحاكي الحركة الاقتصادية والسياحية وتلامس التكنولوجيا في جميع جوانبها ومجالاتها؟ يحق لكل مستخدم لوسائل النقل الجماعي في الدول المتطورة الاستفادة من كل شيء في جميع رحلاته وتنقلاته وحجم البحرين الصغير يتوافق مع بناء محطات مزودة بأرقى وسائل الراحة والترفيه طالما نحن نتحدث من منطق التطوير والمهام الجديدة ومواكبة العالم.
ثم هناك ملاحظة تتعلق بنقص أو بالأحرى انعدام  الحملات الاعلامية في تلفزيون البحرين التي تشجع المواطنين على التنقل باستخدام النقل الجماعي وزيادة معرفتهم بهذا المشروع وتفضيل استخدامه مثله مثل اي مشروع آخر. المواطن البحريني يجهل تماما مزايا شبكة النقل الجماعي الجديدة في المملكة “إن كانت هناك مزايا طبعا” والخدمات والتسهيلات. كيف تريدون من الناس استخدام النقل الجماعي وهم بعيدون عن هذه الثقافة وما يشاهدونه مجرد حلقات عابرة وصور سلبية عن هذا المشروع؟
من الامثلة التي يمكن ضربها لإيضاح هذه النقطة ندرة وقوف البحريني في اية محطة من المحطات، وحتى إن كان واقفا فهو حتما سيركب وسيلة أخرى غير باص الشركة.
نريد من المسؤولين عن المواصلات دراسة القضية على وجه الدقة بل اكثر دقة وواقعية وعلمية، وهو ما يعني ان واجبهم الأول ليس ترديد كلمة نريد، بل ان واجبهم ان يعرفوا ثم يخططوا ثم يقولوا كيف يبنون. فمشروع النقل الجماعي في البحرين رغم ضخامته وضخامة محتوياته إلا أننا نراه صغيرا. ومعنى هذا أن هناك خللا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .