العدد 2548
الثلاثاء 06 أكتوبر 2015
banner
صواعق غيوم الصمت الرسمي بدأت تتعب المواطن أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الثلاثاء 06 أكتوبر 2015

ربما نشهد في الأيام القادمة تغييرات حاسمة في أمزجة المواطن بسبب فقدانه المعرفة بما يحصل ويدور حوله وكل اشكال الغموض للوضع «المهبب» الذي يعيشه وكأنه في متاهة أو حقل من الاسرار. الكل يترقب التفاصيل والوصف الدقيق إن امكن. يريد أن يعرف الحقائق وطبيعة الاضرار التي ستلحق به في ظل هذا الصمت الرسمي وانقضاض التجار عليه «ما صدقوا» وغرس اظافرهم بمعدل غير طبيعي.
يقع على عاتق الجهات الرسمية واجب التحرك لأن الدولة وحدها القادرة على الدفاع عن المواطن المسكين الذي وجد نفسه فجأة في وجه الغلاء القبيح الذي لا يرحم، وجو التلاعب بالأسعار اصبح اكثر اتساعا ، إذ لم يعد الأمر يقتصر على اللحم والدجاج والبيض، وإنما الغلاء طال معظم السلع بعد ان وجد التجار وأصحاب المحلات الجهة المختصة رافعة الراية البيضاء وتكتفي فقط بالتصريحات الصحافية. والملفت في الأمر أيضا أن هناك بعض المطاعم رفعت من أسعار وجبات اللحم غير المدعوم أصلا كاللحم الهندي الذي تعمل منه «التكة» و»الشاورما». فقبل يومين سألت عاملا في مطعم عن سعر شاورما اللحم فقال إن السعر الجديد هو 400 فلس بعد أن كان 250 فلسا، وعندما سألته عن السبب قال: «ارباب في كلام»!
هذا يعني ان السوق اصبح فوضى ويحركه هؤلاء التجار دون حسيب أو رقيب ونحن كما يقول المثل «تونا في الحمد» وربما في الغد تصبح هذه الاسعار سلاحا يقضي على المواطن البسيط الذي يحتاج الى العون والمساعدة كمرحلة اولية بدل تركه في غرفة الانتظار هكذا.
الفتور ليس في صالح الوطن وتأثير الصواعق من غيوم الصمت الرسمي  على رؤوس الناس بدأت تنهكهم والوزن الثقيل أخذ مفعوله يبدأ، فلا نحن نعرف  كيف نسير مع النظام المعقد الجديد والحقيقة المحيطة به، حتى القصابون أنفسهم فقدوا صوابهم وأصبحوا ينتظرون ظهور القصة الكاملة في ضوء امتناع الناس عن الشراء، وبقاء الاحتكار كما هو عليه. ومن استلم مبلغ الدعم الزهيد صرفه في أول «برادة»  شاهدها على جم «قوطي لوبه وروتي سليس» لأبنائه وكأن شيئا لم يحدث أبدا.
بالأمس تقبل المواطن قانون المرور الجديد بمخالفاته ورسومه الباهظة والقانون غني عن التعريف وتكمن اهميته كما قيل في الحد من الحوادث المميتة والاستهتار، ورويدا رويدا بدأ يختنق من ارتفاع الأسعار الخيالية وصعوبة الحصول على دخل ثان يعينه على تخطي الصعاب والأزمات التي لا تنتهي، واليوم ينتقل هذا المواطن الى يد المشروع المستحدث «رفع الدعم» الذي قد يقضي عليه إذا ما توسع دون تنظيم وتخطيط، والله وحده العالم كيف سيكون الوضع بعد صدور قرار رفع الدعم عن الكهرباء والبترول كما سمعنا لعلمنا التام ان الوضع لا يمكن ان يدوم إلى الأبد.
اما ترسانة مجلس النواب فهي كانت غنية  بالشعارات والكلام لامتصاص غضب الناس مما يدور حولهم من غموض، ربما اجادوا العمل ولكنهم لم يحسنوا مواصلة الطريق الذي كان ينشده المواطن وهو... استقالة جماعية احتجاجا على الانفراد الرسمي بقرار رفع الدعم كما يقولون ويكتبون، ولكن شيئا من هذا لم يحدث، فأوراقهم ستنام في الدروج مع ما تتضمنه من عبارات ومن ثم سيعودون في الأيام القليلة المقبلة إلى الكراسي الوثيرة تاركين المواطن تتحطم آخر آماله!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية