العدد 2547
الإثنين 05 أكتوبر 2015
banner
النائب صاحب الرقم القياسي في النظر إلى الكاميرات! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الإثنين 05 أكتوبر 2015

مشكلة بعض النواب الذين يعشقون رؤية صورهم في الصحف بمعنى وبدون معنى اعتقادهم أنهم يحققون الانتصارات المتلاحقة في مسيرتهم النيابية المجيدة والأهداف الوطنية، فالعمل الوطني لديهم ومستلزماته الأساسية “صور على عمودين في الجريدة وحيا الله أي خبر” حتى لو كان افتتاح “برادة صغيرة”، الأهم عنده هو أن يرى صورته في الجريدة بجودة عالية ولا يتوانى أبدا في ملاحقة المصورين “والزن على راسهم” من أجل أخذ لقطة مميزة ومن السهل جدا ملاحظة هذه النوعية من النواب الذين يعشقون التصوير وفلاشات الكاميرات، حيث تجده ملتفتا ناحية الكاميرا 90 درجة وهو على طاولة الاجتماعات بينما بقية زملائه من النواب منهمكون في العمل والمناقشة. تجده الوحيد الذي يعدل من كشخته وهندامه ويلف بوجهه وجسمه ناحية المصور ليبرهن للناس على حد تفكيره أنه يعمل من أجلهم في هذه الاجتماعات ويوظف كل امكانياته لخدمتهم.
في حدود تجربتي في الصحافة الممتدة لعشرين سنة أعرف من الذي يريد أن يكون تحت الضوء ومن الذي يريد الابتعاد حتى لو قدم أعمالا جليلة للوطن. عرفت أصواتا عديدة ولهجات متنوعة وفي مجالات كثيرة ومن هنا وكنوع من الملاحظة الشخصية وكصحافي متابع لكل شيء رصدت النضال المهووس من قبل بعض النواب لوضع صورهم في الجرائد كل يوم وفي أية مناسبة كانت “حتى لو ما تسوه” وخرجت بنتيجة ربما حتى المواطن العادي لاحظها وهي أن هناك نوابا ينتقلون من جريدة الى أخرى لا لشيء يفيد المواطن وإنما لتحقيق صورة افضل لهم وإيهام الناس بأنشطة ليس لها وجود على الإطلاق، ومن يريد التأكد من كلامي وملاحظتي من المواطنين فما عليه سوى متابعة الصحف المحلية لمدة أسبوع كامل وفي نهاية الأسبوع يعمل على فرزها ويرى بعينه كم صورة نزلت لهذا النائب ونوعية الخبر المنشور... خذ الأمور بسهولة اخي المواطن وبساطة واكتشف ما لدى بعض النواب من ثروة حقيقية في حب الظهور الإعلامي وبلغة العلم والأرقام. هل تعرفون أن هناك من يريد تصويره حتى بمجرد دخوله باب قاعة الاجتماعات والتلويح بيده للحاضرين. يريد كاميرا الصحافة تلاحقه اينما يذهب كنجوم السينما تماما وربما اكثر، وهناك الكثير من الصور المنشورة في الصحف تبين من هو صاحب الرقم القياسي في النظر الى الكاميرات منذ بداية العمل في المجلس ولو أحصينا عدد صوره المنشورة في الصحف وعدد الاقتراحات التي قدمها لخدمة الناس لاكتشفنا ان عدد جلساته الأنيقة أمام كاميرات الصحافة لأخذ الصور تفوق كثيرا وأضعافا مضاعفة مقترحاته.
المواطن اليوم أصبح قادرا على الفهم بشكل أفضل وهذه الممارسات “حب الشوو في الصحافة” تدلنا على اندفاع بعض النواب الى النظر في المرآة المصقولة التي ترتسم عليها ملامح “الكشخة” لتأمين وضعهم وما يقرب من ذلك، ونسيان الغرض الحقيقي من انتخابهم وهذه الحقيقة أصبحت تفرض نفسها ولا يحتاج الأمر إلى نباهة وفطنة لاكتشاف ذلك.
أقول لمن “يستذبح” على رؤية صورته في الصحف... هل هذه القضية التي نذرت نفسك لها وأقسمت انك تدافع عنها؟ هل تخدم مصالح الناس الذين انتخبوك أم تخدم نفسك فقط؟ أيعقل ان نراكم يوميا في الصحف بأخبار وتصريحات مستهلكة ولا نراكم بتاتا في “الفرجان” التي صوت أبناؤها لكم؟ لماذا هذه المحاولات الموغلة في حب الظهور بدل العمل في صمت كما يفعل عدد من زملائكم؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .