العدد 2512
الإثنين 31 أغسطس 2015
banner
الديمقراطية جعلتنا مثل سيف من خشب! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الإثنين 31 أغسطس 2015

يوما بعد يوم يزداد حجم السخط الشعبي وضيق الصدور من استمرار وتكرار استشهاد رجال الأمن جراء التفجيرات الإرهابية التي يقوم بها مرتزقة النظام الإيراني وآخرها كما هو معروف تفجير كرانة الإرهابي الذي أسفر عن استشهاد رجل أمن وإصابة 4 آخرين واثنين من المارة وطفل رضيع.
دعونا نفكر معا بطريقة مختلفة، إنها الديمقراطية التي بدأت تأكل جسد البحرين وسيأتي علينا يوم سندخل فيه موسوعة جينيس للأرقام القياسية في عدد رجال الأمن الذين استشهدوا، هنيئا لنا هذه الديمقراطية الرائعة التي ستقضي علينا واحدا تلو الآخر، وكأننا لا نملك بديلا للقوانين التي من الواضح انها لا تؤثر فيهم وهم على استعداد لفعل ما هو ابشع طالما رقابهم بعيدة عن القصاص. البحرين صمدت امام الأعاصير، اجل... ولكن يد القانون الفارغة من احكام الإعدام لن تكون قادرة على العطاء وربما تأخذنا بخطوات واسعة الى الخلف مع مرور الوقت لغاية أن يصبح إرهابهم أكثر شراسة وحينها سيختلط علينا لون الدم والثلج.
ارتكبوا صنوف الموبقات وخطرهم عظيم ونحن مازالنا غير قادرين على الرد عليهم بالمثل ونكيل لهم الصاع صاعين. أنا لا أتحدث عن عمليات القبض وبقية الإجراءات التي باتت معروفة ولكنني أتحدث عن الخلاص، الوطن يبحث عن الخلاص من هؤلاء الإرهابيين والقتلة، إنها مسألة أمنية حاسمة ولابد من تغيير القوانين لتتناسب مع حجم الإرهاب الذي تتعرض له البحرين، كدولة وكمجتمع وشعب. حتى هذا اليوم لم يتم تنفيذ أي حكم بالإعدام في حق من اعترف وأقر بقتل رجال الأمن عمدا وكأنه يتحدث بلغة أخرى لا نفهمها، لقد تكدسوا في السجن “احسبوا جم واحد ثبتت عليه جريمة القتل منذ العام 2011” وكل ما نفعله نحن هو الاستنكار والشجب والتنديد بجرائمهم والدعوة الى تسريع المحاكمات ونظرات الأسى. نسترجع كبحرينيين صورة إرهابهم ومجازرهم في حق رجال الأمن وتتطاير في رؤوسنا مئات الأسئلة وأولها متى سيعدمون وينفذ فيهم القصاص وشرع الله. متى سيبعدون عن هذه الحياة التي لا يستحقونها؟ بصراحة وبساطة الوضع الذي نحن عليه يجب ان يتغير شكله وإطاره، فالقوانين ليست في مستوى إرهابهم وعلى هذا النحو ستصبح عمليات استهداف رجال الأمن ظاهرة وعلى رأي أحد الأصدقاء “تالي بيفترون علينا وعلى عيالنا”!
من قام بالعملية الإرهابية في كرانة قام بها بثقة مطلقة لأنه كان يرى من سبقوه بعيدين عن احكام الإعدام رغم انهم في يد العدالة. وإلا ما الذي يدفعه لعمل مماثل في اقل من شهر؟ من المؤكد انه كان يرى الأرض امامه سهلة ومنبسطة لمزوالة الإرهاب واستهداف الدوريات الأمنية، الوضع اشبه بالتحدي، بالقدرة على الاحتماء.
مشكلتنا مع الإرهاب مازالت قائمة وستظل قائمة كذلك الى أن ندخل مرحلة جديدة وهي مرحلة تطبيق أشد انواع العقوبة وهي “الإعدام” في حق اولئك الإرهابيين والقتلة ولن تأتي الإجابة إلا بعد ان ترتفع أصوات التكبير بعد جرجرتهم إلى ساحات القصاص. فبدون تنفيذ القصاص سنكون مثل سيف من خشب، سننتظر حدوث مأساة جديدة وضحايا يسقطون كل يوم “عسكريون ومدنيون” ونحن نتغنى بالديمقراطية ونتحدث عن مقاييس حقوق الإنسان والرجوع الى الصفر. يخيل الي أننا أمام مرايا لا نرى فيها شيئا، لا نرى بثور الموت المنتشرة على وجوهنا والظلال الحزينة على اعيننا... أعين البحرين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية