هل تعرفون أن الانشغال بالسياسة ظاهرة غير صحية قد تسبب لنا صداعا مزمنا وتستنفد طاقتنا وقوتنا ولهذا علينا الانتباه وإعادة النظر “كشعوب” لهذا الفخ المرسوم لنا بدقة متناهية من قبل أعداء البحرين في الداخل والخارج، ويوم أمس الأول حذر سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه خلال استقبال سموه عدداً من كبار المسؤولين وأعضاء مجلسي النواب والشورى من هذا الفخ حينما قال: (إن الانشغال بالأمور السياسية الدولية لا يجب أن يشغلنا عن السير في عملية التنمية داخل الدول الخليجية وتوفير متطلبات واحتياجات الشعوب، وهناك من لا يسره ما تحقق لمواطني المنطقة من مكتسبات ويحاول بشتى السبل أن يغير طريقة معيشتها والأنظمة التي تسير عليها وذلك بالتدخل في شؤونها واختلاق المشاكل الداخلية).
في ضوء التطورات الأخيرة يتضح أن رؤية النظام الإيراني متجهة تماما الى خلق أية وسيلة ممكنة لتوجيه ضربة قاسية الى الاقتصاد البحريني والخليجي بشكل عام من خلال المشاكل ودفعنا الى الانشغال بالسياسة والتحول عن البناء والتطوير ويساعده في ذلك بشكل واضح ويوفر له مساحة فسيحة العملاء والخونة الذين يمارسون الإرهاب وتنمية الأفكار المتطرفة والتخريب والحرق المتعمد الذي تجاوز كل الحدود حيث أصبحت هذه الجرائم الإرهابية تقتحم شوارعنا وطرقاتنا كل يوم. إنه تكتيك إيراني وإذا حاولنا تحليل الوضع سنجد فيه مزيجا من الحقد والحسد والكراهية لدول الخليج والبحرين خصوصا. فإيران بلد ينعدم فيها التطور بسبب الاستراتيجية العنصرية التي يسير عليها النظام وهو تبني الإرهاب ودعم التطرف بشكل كبير ليس في المرحلة الحاضرة فحسب، بل وفي المستقبل بعد أن ترفع العقوبات عن هذا النظام المجنون الذي يجند كتلا بشرية كبيرة للإرهاب وتخريب الدول على حساب المواطن الإيراني الذي يتنازع مع جاره على قطعة خبز.
في البحرين اليوم رصيد كبير من الإنجازات يحاول النظام الإيراني بدافع حقده تعطيلها مستخدما فخا جديدا وهو إشغالنا بأنفسنا وفي السياسة وخلق البلبلة والمجازر الطائفية وإذا سمحنا لأنفسنا بأن نسير هكذا دون اكتشاف اللعبة سنخسر كثيرا وسنبتعد عن كيفية تنمية وتطوير بلداننا، فليس هناك أخطر على المجتمع من الانقطاع عن البناء والمحافظة على المكاسب الاقتصادية والالتفات الى العقم والجفاف وسلك الطرق المسدودة المتمثلة في الانشغال بالأمور السياسية والحركات العنصرية والنزاعات والمواقف التي لا تفيد بشيء. هل لاحظتم ان حياتنا اصبحت كلها سياسة في سياسة نسير وكأننا مخدرون برائحتها التي تذيب العقل؟ نتحدث في السياسة وعن الإرهاب اكثر من حديثنا عن الحياة الاقتصادية ومجالات التنمية وهذه احدى وسائلهم القذرة المكشوفة التي يسعون من خلالها الى سقوط البحرين في متاهات التأخر وخنقها في دخان التراجع والتعثر.
إنني أنبه لهذا المنعطف الجديد والفخ الموضوع لنا والمصنوع خصيصا للتأثير على اقتصادنا ومكاسبنا وحصرنا في زاوية بورصة المشاكل الداخلية والحرث في الهواء، إيران لا تستطيع التغلب على تخلفها وتريد للبحرين الجميلة السير في هذا الطريق عن طريق الانشغال بالسياسة ورحلة المجهول. لذا يتوجب علينا ألا تشغلنا الجوانب الثانوية التي يحاولون فرضها عن الجوانب الاساسية والاهم، إنه أسلوب حرب قذر تتبعه إيران وفق مخطط حاقد يهدف الى ابتعادنا عن التنمية والبناء.