العدد 2485
الثلاثاء 04 أغسطس 2015
banner
تفكيك الطابور الخامس في البحرين... قطع أذرع الأخطبوط أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الثلاثاء 04 أغسطس 2015

كشفت لنا الأزمات التي مررنا بها خلال السنوات الأخيرة عن أشياء كثيرة، من ضعف إعلامنا الخارجي وتسلل العملاء وجرذان المنظمات الكاذبة إلى قلب البحرين من أجل تنفيذ المخطط المعروف. كل هذه الأشياء استطعنا التعامل معها بشكل مباشر ولكن يبقى الطابور الخامس في البحرين أكثر الأقسام تعقيدا، مع أنهم كلهم يجتمعون في نقطة واحدة ويلتقون في هدف واحد هو بث الدعايات الكاذبة ومؤازرة إيران ومحاربة البحرين في كل حقل وفي كل مكان وبكل وسيلة وطريقة. هذا الطابور الذي ينفذ المخطط الإيراني في البحرين ويتسلل أو بالأحرى مازال يتسلل في كل الجهات والمؤسسات يسهم بشكل كبير في خلخلة دعائم الأمن ويشوه ويفتري ويلفق، من الواجب أن تلتفت إليه الدولة وتعمل بشكل سريع وحاسم على تفكيكه لأن بقاءه لغاية اليوم بهذه الصورة التي أصبحت مكشوفة يعد أمرا خطيرا ولا يمكن تجاهله أو حتى مجاملته. التاريخ علمنا كيف انهارت صروح دول كثيرة، صرحا بعد صرح، بسبب هذه الطوابير العفنة وخبثها والعمل بلا هوادة في الخداع والزيف وفتح الأبواب للتدخلات الأجنبية والأعداء. نحن في البحرين وإن فشل هذا الطابور الخامس في مهمته الأولى فإنه سيعمل مجددا وسيتستر وراء دعوات مختلفة تارة باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتارة أخرى باسم الحقوق والواجبات والعدالة والمظلومية من اجل استكمال مسيرته الخائنة وسيكون هذه المرة أشد حرصا وانتباها لتجنب الوقوع في الأخطاء، سيحاول مرة ثانية بعد الفحص والتقييم ان يزرع الشوك في طريق البحرين وتجديد السيطرة على الجهة التي ينتشر فيها حتى تبدأ التآكل تدريجيا كما حصل في الكثير من الجهات والمؤسسات ولا حاجة لذكر الأسماء.
اتجهت أنظارنا جميعا إلى الإرهابيين وما يفعلونه في الشوارع وامتلأت بيوتنا بصرخات الغضب ونسينا العدو الآخر والأهم “الطابور الخامس” الذي يحشد كل طاقته وفي جميع المجالات “من أجل طعن البحرين مجددا وخنقها بحبال الخيانة كما حاول من قبل، يجب أن لا نغفل عن هذا الطابور الذي سيتفنن في نشاطه وسينتشر كالنمل وسيدخل في كل مكان. أتمنى أن لا تنسينا المسائل الأخرى ملاحقة هؤلاء وكشفهم قبل ذوبانهم من جديد في حياة المجتمع البحريني بالوجه المزيف والمستعار ومن ثم التمدد والضرب. لنبدأ تصفيتهم وتخليص البحرين منهم حالا وإلا سوف نخوض معركة شاقة ومضنية كما فعلنا بعد انقلاب “الدوار” حينما “ضعنا في الحسبة”، لم نكن نعرف من هو مع البحرين ومن هو الذي يتمنى تسليمها إلى النظام الإيراني، هذا الطابور الخامس ومن معطيات تسلسل الأحداث التي نعيشها يبدو أنه بدأ يستعيد مواقعه والسبل التي يستطيع من خلالها التسلق والوصول رغم انه افتقد إلى تنظيمه لفترة غير قصيرة. المطلوب بالتحديد إسقاط الطابور الخامس، واقتلاعهم من المواقع التي يشغلونها وإعادة البناء الصحيح. الأهمية القصوى التي يجب ان تكون في المقدمة اليوم التخلص من هذا الأخطبوط ذي الأذرع العديدة والممتدة في كل الجهات والمؤسسات، إذ لا فائدة من محاربة أعدائنا في الخارج ونحن في الداخل ضعفاء ولا نعرف كيف نقطع اذرع الأخطبوط. ستكون المشكلة أكثر تعقيدا إذا تركنا الداخل وتوجهنا إلى الخارج، لأن توجهنا إلى الخارج سيكون فرصته “أي الطابور الخامس” للعودة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية