العدد 2484
الإثنين 03 أغسطس 2015
banner
تتحدث إيران فيتحدثون... تخرس إيران فيخرسون! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الإثنين 03 أغسطس 2015

عادوا من جديد إلى مسألة الحوار ومصطلح الحالة الأمنية المتوترة بل ذهبوا في مهرجانات التضليل المعتادة بنشر بيان “خرفان” منظمة العفو الدولية، الذي يطالبون فيه بإسكان المسؤولين عن تفجير سترة الإرهابي في فندق خمس نجوم وعدم إصدار أحكام بالإعدام ضدهم و”تدليعهم أشد تدليع”.
ليست العلة في هؤلاء الأقزام الذين يقفون مع إعلامهم ضد تطبيق القوانين العادلة والعمل بلا هوادة لتبرئة الإرهابيين والعودة بالناس إلى عصور الغاب وتعطيل القوانين وتبرير التصرفات الإجرامية لكل من يتم القبض عليه في مسيرة غير مرخصة أو تفجير إرهابي، العلة فينا نحن الذين سمحنا للأخطاء الكبرى والبالغة الخطورة أن تستمر وتصعد للأعلى، العلة فينا حينما عجزنا عن تشخيص المرض الذي بدأ ينخر في جسد البحرين كالسوس. هكذا انتصبوا أمامنا بكل سهولة ونشروا بيانا لجهة أجنبية تطالب بعدم إصدار أحكام بالإعدام ضد من قتل رجال الأمن متعمدا، في توجه واضح لتحفيز البقية على معاودة الجريمة “وسحق” رجال الأمن لتلقي الأوسمة من رؤوس الفتنة.
أخطاؤنا تثير الدهشة، أجل.. كيف تركنا هذا الإعلام المفبرك ومجموعة الكذابين يتسكعون ويتجمهرون في مقاهي الدجل الإيرانية ويتلونون بلونها طوال هذه السنوات وكأننا لا نقوى على الحراك؟ حينما طالبوا بإصدار منبر إعلامي حينها قلنا إن مثل هذه المقترحات تبدو جبارة وعظيمة ولكن سرعان ما اكتشفنا الدور الذي يلعبه هذا المنبر الإعلامي وتركيزه على تحريك الأجواء الآسنة وتبنيه الإرهاب ومواقف المعارضة الطائفية وكل مظاهر الزيف والتحريف. إنه المنبر الوحيد الذي يروج للمنظمات الأجنبية التي تطالب بعدم إصدار أحكام الإعدام في أولئك القتلة والإرهابيين، إنه المنبر الوحيد الذي يقف منفصلا عن تطبيق القوانين والأحكام الرادعة التي من شأنها أن تمنع كل خائن ومرتبط بأية أجندة خارجية من تكرار الجرائم الحقيرة والدنيئة في حق رجال الأمن، لقد كان هذا المنبر يمارس الخداع أمامنا طويلا وساهم كتّابه بالخديعة عندما زينوا للإرهابيين طريق الخلاص من رجال الأمن والأبرياء من المدنيين وهاجموا المؤسسات الرسمية علانية وألصقوا بها التهم والأكاذيب وقاموا بمختلف مظاهر الإساءة للبحرين.
وازداد الأمر سوءا عندما سمحنا للجمعيات السياسية كالوفاق وتوابعها أن تكون مغلقة الأبواب لسنوات طويلة دون أن نعرف ماذا ينتظرنا وينتظر البحرين. كنا مع الأسف مستسلمين بالكامل لعفوية الأحداث اليومية واكتفينا بتحليلات متواضعة حتى جاء اليوم الذي انتظروه وهو يوم “الدوار”. إنهم يتميزون بقوة التنظيم والدعاية وانتهاز أية فرصة من أجل تلطيخ سمعة البحرين وجذب المنظمات “الوصخة” لتصدر البيانات القذرة والملفقة في حق البحرين.
ما أود التركيز عليه هو أن البحرين تعلمت واكتشفت وتكتشف أصدقاءها وأعداءها وقوتها الحقيقية وقوتهم أيضا. اكتشفت أن العمل السياسي القائم على دعائم طائفية هو من صنع وقود الأزمة التي مررنا بها ونعيش تبعياتها اليوم، البحرين وشعبها يعرفون الأعداء، وفي هذه المرحلة الحرجة يجب أن يكون شغلنا الشاغل هو  - على فكرة الأقوال لم تعد كافية - أن تكون البحرين خالية من الفكر السياسي الطائفي على أي مستوى من المستويات، وإغلاق الجمعيات السياسية محور الجرم والإرهاب والتي كانت من الأسباب الرئيسية لما يحصل لنا الآن. علينا تطهير البحرين من هذه الجماعات والنبتات الغريبة وقلبها رأسا على عقب لمنحها وجها جديدا وشخصية بنفس جديد. لنسترجع البحرين الجميلة الهادئة المليئة بالعمل والغناء والحب والتعاون من الذين مازالوا يحاولون سرقتها بشعاراتهم الحمقاء والنبرات الخطابية الكاذبة.
“آه للحق”... هل تعرفون لماذا استنكر إعلامهم بكل خجل عملية تفجير سترة الإرهابي، لأن النظام الإيراني استنكر ذلك في لعبة غبية مكشوفة وهم بعد ذلك تبعوه، تتحدث إيران فيتحدثون، تخرس إيران فيخرسون... العديد من رجال الأمن استشهدوا قبل ذلك ولم نر أيا من كتابّ ذلك المنبر يستنكر أو يشجب... ما الذي تغير اليوم وجعلهم ينطقون؟ إنها “ماما إيران” التي تحركهم بالريموت.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .