العدد 2478
الثلاثاء 28 يوليو 2015
banner
المقاول أم “الأشغال”... في النهاية الضحية “فريجنا”! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الثلاثاء 28 يوليو 2015

من يريد أن ينظر إلى حجم المشاكل والتخبطات في البنية التحتية ما عليه سوى أن ينظر إلى أعمال بعض المقاولين الذين تتعامل معهم “الأشغال” في “الفرجان”، حيث وصلت المشاكل إلى أقصى الحدود في ظل عدم وجود اهتمام جدي من قبل الجهات المختصة. خذوا مثالا... بعد أكثر من 40 سنة جاء الفرج “لفريجنا” بمدينة العظماء كما نحب أن نطلق عليها، مدينة عيسى، حيث تم إقرار تبليط الطريق كما بقية الفرجان المجاورة، وبالفعل بدأ المقاول مباشرة العمل قبل شهر رمضان بفترة طويلة، وهذه النوعية من الحفريات تتطلب توقيف سيارات الأهالي خارج “كراج المنزل” حيث العمل يقع مباشرة أمام الأبواب ويصل إلى نهاية الشارع.
دخل علينا شهر رمضان وكان العمل يسير بانتظام والعمال الذين يعملون تحت إشراف المقاول “هابين ريح”، وظل الأهالي يتابعون اعمال الحفر والرصف متمنين أن تنتهي في أسرع وقت ممكن أسوة ببقية الفرجان لاسيما أن بعضهم يمتلك سيارات جديدة ولا يعقل أن يتركها عرضة للشمس والأتربة لفترة طويلة، والأسوأ من ذلك، يوجد في فريجنا أكثر من امرأة كبيرة في السن لا تستطعن كل يوم المشي في هذا الجو الحارق من باب البيت لغاية سيارة الابن أو أي أحد، انتهى شهر رمضان ودخل علينا عيد الفطر وزحفت الحفريات أمام منزلنا وبقدرة قادر توقفت نوعا ما، حيث أصبح العمل بطيئا ولم يكن العمال في حالتهم الأولى، قلت من المؤكد أنه الجو الحار والمقرف ولكن هؤلاء العمال الذين يحملون على عاتقهم مهمة البناء والرصف يفترض انهم يسيرون وفق برنامج من المقاول، وعندما طال أمد العمل “وتملل” الأهالي من الحفر والأتربة استوقفت أحد المشرفين على الموقع وسألته عن سبب كل هذا التأخير، توقعوا ماذا أجابني، قال إن المقاول لم يصرف لهم الراتب لمدة شهرين! هنا تيقنت أن سبب تأخير إنجاز مشروع رصف وتبليط “فريجنا” هي قضية تأخير رواتب العمال، حيث أصبحنا ضحية، نعم.. فبدل الانتظار شهرا ربما الآن سننتظر سبعة أضعاف المدة ما لم تتحسن الأوضاع ويستلم العمال رواتبهم من المقاول، أو ربما يستلم المقاول نفسه من الحكومة “ما ندري من يطالب من”!
هذا الواقع الذي أنقله ليس جديدا، “على فكرة... الشارع المقابل لنادي مدينة عيسى الذي يقع في محيطنا تم رصفه بالكامل في أقل من يوم بمناسبة افتتاح المبنى الجديد للنادي وحضور كبار الشخصيات”، أصبح مثل الوردة في ساعات قليلة بسبب حضور شخصيات ونحن أصبحنا مثل من يجلس في المركب الهزاز بسبب الحفريات والمطبات، أقول.. الواقع الذي أنقله ليس جديدا فالمقاول الذي تتعامل معه “الأشغال” وتسند إليه مثل هذه المشاريع الكثيرة لا يهتم أصلا بسرعة العمل وتقدمه طالما لا يوجد هناك إشراف مباشر ومحاسبة فورية، وفي ضوء هذه الظروف وسوء المتابعة يكون الغليان والسأم من نصيب الأهالي الذين يصبحون ضحية لسوء تنظيم الجهتين وتتأثر حياتهم وأملاكهم الشخصية كذلك مثل السيارات التي تختفي ألوانها من كثرة الأتربة. لا أعرف كيف أفسر هذه المشكلة والتراخي الشديد من قبل الجهات المختصة التي يفترض أن توظف كامل جهدها لمتابعة المقاولين الذين تتعاقد معهم وتكون على بينة بالمتغيرات وأوضاع المقاول ومستوى العمل في الموقع، لا أن يترك ويهمل إلى هذه الدرجة التي تجعله يعجز عن تدبير العمل واستمراره مسببا معه حدوث معاناة للأهالي.
إن تباطؤ عمل هذا المقاول في “فريجنا” مجرد سلسلة من أزمات عانى منها المواطن منذ فترة طويلة خصوصا في الطرقات والشوارع الداخلية المنسية، فما الجديد في المسألة هنا!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية