العدد 2455
الأحد 05 يوليو 2015
banner
تساهل حكومات الخليج جلب لنا طوفان الإرهاب أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الأحد 05 يوليو 2015

دعا وزراء داخلية دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعهم الطارئ الأخير بدولة الكويت الشقيقة الشباب المسلم لليقظة وعدم الانسياق وراء الأفكار الهدامة والبعيدة عن الدين الإسلامي وتغليب المصلحة الوطنية.
قبل يومين قرأت في حساب البحرين لمراقبة حقوق الإنسان بالانستغرام ان هناك آلاف الحسابات المؤيدة والداعمة لتنظيمات متشددة في البحرين تدار منذ 15 فبراير 2011 من الطابق الثاني لمبنى يقع بالضاحية الجنوبية معقل حزب الله اللبناني الإرهابي، وتمتد هذه الحسابات من بيروت الى قم وبغداد وتعمل على بث البيانات التحريضية من اجل اثارة الفوضى والعنف في البحرين واستهداف الشباب وتجنيدهم. ومن المؤكد هناك حسابات أخرى مماثلة للدواعش ترسم البطولات والشهادة المزورة للجنة بتعابير مختلفة سرعان ما يصدقها الشباب المنزوي “والبارز” لمشاريع التفجيرات.
يخيل إلي أن هذا الطوفان من الخراب والتدمير والبشاعة الذي يغمر شباب الخليج هو نتيجة طبيعية لإهمال حكومات الخليج للدور الخطير الذي يمكن ان تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي وابتعاد الأعين اليقظة عن الشباب وكأن الأضواء مطفأة، كان يفترض أن تحتل هذه القضية مكانا رئيسيا عند حكوماتنا وإيقاف عجلة التطرف منذ زمن وليس الآن بعد أن تجاوزنا الخط الأحمر وانتشرت اللعبة الطائفية لتمزيق وحدة الشعوب وإلقاء مواد الاشتعال في مجرى العقول والنفوس. كانت ملامح السواعد التي تتجه نحو التخريب والتفجير والانقلاب على الشرعية والتآمر واضحة أمامنا وتتواصل فيما بينها وتلقى المساعدة من القوى المتآمرة والعدوانية ونحن كنا نعيش في انخداع غير منطقي ولم ندرك ماذا يدور داخل الغرف وحتى على مقاعد الدراسة أيضا.
اليوم أصبحنا نطالب بأقصى الوعي واليقظة إزاء تصدير الإرهاب والأفكار المتطرفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتصدي للمؤامرات بعد أن تعرضنا لهجمة شرسة مدمرة ولئيمة ألحقت بمجتمعاتنا أضرارا كبيرة. اليوم نطالب بخنق المداخل حتى لا تأتي لشبابنا الحسابات المشبوهة والأفكار المتطرفة والهجوم العدواني والغزو الفكري بعدما توغل العدو فعليا داخل دولنا.
حكومات الخليج تتحمل مسؤولية كبرى إزاء ما يحدث لنا في هذه المرحلة الخطيرة، ولا أقول أخفقت في الإجراءات الأمنية وإنما تساهلت نوعا ما لمواقف الخرق والتحايل في وسائل التواصل الاجتماعي ولم تلتفت حينها للدعوات الدينية المتشددة والأفكار المستوردة من الجماعات الإرهابية المتناثرة ومحاربتها والسيطرة على الوضع، وكان لذلك التساهل أنه فتح المجال لعملية تحصيل الأفكار والمعلومات الهدامة والتحرك ضد المجتمع والدولة نفسها، والغريب انه لغاية اللحظة لم نسمع عقد اجتماع طارئ على مستوى الوزارات كافة ومؤسسات المجتمع المدني وغيرها في دول الخليج للوقوف على حقيقة هذه الفجوات التي تسلل منها الإرهاب الى دولنا على اعتبار ان كل الجهات مسؤولة وليست وزارة الداخلية فقط. الإعلام مسؤول ووزارات الشباب والرياضة مسؤولة أيضا، ووزارات التربية والتعليم ومعها كذلك وزارات الشؤون الإسلامية الى جانب جهات أخرى. من الخطأ الأعتقاد أن وزارات الداخلية في دول الخليج وحدها هي القادرة على محاربة الإرهاب والتطرف وهي افضل من تتكفل بسبل المعالجة، لا يمكن السيطرة على اتساع رقعة الارهاب إلا بجهود خليجية مشتركة على كل المستويات خصوصا أن الإرهاب في مرحلة التصنيع وليس الانتشار.
على دول الخليج أن تعد العدة لذبح الإرهاب وهويته بعد أن تركته ينمو وتتحالف وتبذل جهدا مضاعفا في كل ميدان، تراكمت المسؤوليات علينا... صح... ولكن ما سيقضي على هذا النبت الشيطاني هو العمل الجماعي في كل المجالات وتوزيع القوة في كل الجهات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .