العدد 2451
الأربعاء 01 يوليو 2015
banner
عظم الله أجركم يـ “المتقاعدين”! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الأربعاء 01 يوليو 2015

سيظل المتقاعد البحريني يعاني إلى ما لا نهاية وسيلعن اليوم الذي قرر فيه أن يخرج على “المعاش”، هكذا يبدو الأمر أو العملية على المدى الطويل. بعد انتظار طويل وشد وجذب ومناقشة أهم ملف من وجهة نظرنا وهو ملف المتقاعدين توافقت اللجنة المالية والاقتصادية بمجلس النواب مع الحكومة على منح المتقاعدين مبلغا مقطوعا قدره 360 دينارا لمرة واحدة فقط في العام الجاري 2015 من ضمن الميزانية لمن يبلغ معاشه التقاعدي 700 دينار وأقل، يعني إذا كان الراتب 705 دنانير لا يستحق المبلغ، تخيلوا خمسة دنانير فقط ستحرم شريحة من المتقاعدين الاستفادة من المبلغ، أما حلم الحصول على زيادة الـ 30 دينارا اختفى وتبخر.
لا أدري لماذا نسمع أشياء غير واضحة عندما يكون الحديث عن المتقاعدين وتزايد استحقاق هذه الفئة التي أفنت حياتها في خدمة البلد، هناك كلام عن شروط ومعايير جديدة ومن هو المستحق من المتقاعدين “هذي أول مرة أسمع فيها” ستتم مناقشتها لاحقا، حيث سيتم النظر في المصطلحات التي تزعج المواطن مثل متوسط الدخل ومحدود الدخل وغيرها، ومن ثم سيتم وضع الشروط فيما يتعلق بتوزيع علاوة المتقاعدين التي تصرف بواقع 150 دينارا لمن يقل راتبه عن 1500 دينار.
كل متقاعد مهما كانت وظيفته يريد الاستقرار والمقدرة على تغطية ارتفاع تكاليف المعيشة، وعندما يكون هناك توجه لفصل المتقاعد صاحب المركز الرفيع والمتقاعد العادي أي الذي يستلم مبلغا “يادوب يكفيه” لأيام عن طريق عملية متوسط الدخل والحسابات ذات الحجم والطول التي يجريها الخبراء، أتصور ستكون عملية غير منصفة. فكما تم استقطاع 1 % من الجميع دون استثناء يفترض أيضا ان تشمل علاوة التقاعد الجميع دون استثناء، هذا إذا تم إقرارها على الأقل وظل بصيص من الأمل عند المتقاعدين في العام 2016.
لقد دبت الحيرة في نفوسنا وأصبحنا لا نعرف “راسنا من كرياسنا”، علاوة الغلاء خضعت للقياسات الحسابية ما بين متوسط ومحدود، والاستحقاقات الإسكانية بالمثل فيما يتعلق براتب الزوج والزوجة، والآليات لا تنتهي والتنسيق ضائع، ولكن ما نود التركيز عليه هو ان يسير ملف المتقاعدين في الاتجاه الصحيح وضمان دعم هذه الشريحة من المواطنين وتوفير كل سبل الراحة لهم.
“بذمتكم” 360 دينارا ماذا عساها أن توفر للمتقاعد الذي لا حصر لمشاكله ومعاناته في هذا الزمن الصعب الذي تحولت فيه المئة دينار إلى عشرة دنانير. ترتفع الأسعار وتتزايد وطأة الغلاء والمتقاعد المسكين ينتظر مع كل ميزانية جديدة زيادة وتحسين راتبه، ويصعق ويصاب بالخيبة والانكسار عندما يسمع جملة “في عجز في الميزانية” في حين هناك أرباح فائضة في عدد من المشاريع!
المتقاعد لا يعرف ولا يلتفت لحساب الخسائر والأرباح في ميزانية الحكومة بقدر ما يريد ان يرتاح آخر عمره والابتعاد عن أي خلل في الميزانية. المتقاعد بحاجة إلى رعاية خاصة من الدولة، أعيدها.. رعاية خاصة وزيادة راتبه وتغير وضعه إلى الأفضل، وليس إعطاءه “كارت” سيعاد النظر في أمرك في الميزانية القادمة عندما نستند على رؤية معينة. المتقاعد البحريني لم يعد يتحمل الضغوط والتحليلات التي لا تنتهي والدراسات المتشابكة وتناول قضيته وكأنها عملية ضخمة بحاجة إلى معجزة لحلها، المتقاعد البحريني يقف وحده في ميدان المعاناة منذ زمن وشيئا فشيئا تنطفئ شمعته!
علي أية حال لا يسعنا إلا أن نقول ونواسي المتقاعدين بمقولة.. عظم الله أجركم!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية