العدد 2450
الثلاثاء 30 يونيو 2015
banner
اتحدوا يا دول الخليج قبل فوات الأوان! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الثلاثاء 30 يونيو 2015

الثغرات الخطيرة في مجتمعاتنا الخليجية قد تسبب لنا آلاما أكثر في المستقبل ما لم نحقق أمنية ودعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، في التحول من التعاون إلى الاتحاد. قيام الاتحاد الخليجي أصبح ضرورة ملحة يا قادتنا للحفاظ على البيت الخليجي مع تنامي وجود الأعداء والمخربين مثل مجانين داعش والنظام الإيراني المصممين على التوسع واختراق حدودنا وسياجنا. لقد أصبحنا لا نعرف من هو العدو من الصديق، الأميركان يمدحون سياسة حكامنا وقادتنا اليوم وفي الغد يخرجون بقناع آخر ويحررون بيانات مليئة بالأكاذيب والفبركات كما فعلوا بنا في تقريرهم الأخير عن حقوق الإنسان، وبعد ساعات قليلة فقط سيضعون اللمسات الأخيرة للمؤامرة الجديدة المتعلقة بتوقيع الاتفاق النووي الإيراني بين الغرب وطهران الذي يحتم على دولنا الإقدام على خطوة مصيرية ومهمة تحسبا لتداعيات ما بعد الاتفاقية.
إن شعوب منطقة الخليج تواجه تحديات خطيرة وهي تحديات أمام أعين العالم، وأمام هذا الموقف المخيف “تفجيرات.. انتحاريون.. اكتشاف مخازن أسلحة.. خلايا إرهابية تتدرب في العراق وإيران.. دواعش يسعون لتحطيم السدود” والمرحلة الحرجة التي هي أشبه بالسيف المسلط على رقابنا لابد من رابطة الاتحاد على كل المستويات من القمة إلى القاعدة وترك المقاعد الشاغرة لمن يريد التأخر بغرض الدراسة كما نسمع. مع انه
لم يعد هناك مجال لدراسة التحول من التعاون إلى الاتحاد، طالما بقينا 6 دول فهذا يعني أن قوانا ستكون موزعة مع قابليتنا للانكسار، العدو يضاعف جهده ويحسن التخطيط ويشق الطرق الجديدة لتخريب دولنا ونحن مازلنا مترددين في إعلان الاتحاد الخليجي الذي سيكون قوة مكتملة هائلة وساحقة على جميع المستويات، العسكرية والاقتصادية والسياسية. بقاؤنا في هذا الوضع وتحت مسمى دول مجلس التعاون الخليجي وفي هذا الزمن المخيف الذي زادت فيه حدة الحروب أمر غير ممكن وليس في صالح شعوب اهل الخليج التي سئمت الاجتماعات المتعددة دون التوصل إلى نتيجة نهائية تريحهم.
بالأمس كانت إيران هي من تهدد أمن الخليج، واليوم خرج مولود جديد مشوه وهو “داعش” ومن يعلم كيف سيكون المخلوق الثالث والرابع ونوعية المحاربين، لأن دول الخليج ليست مستهدفة عسكريا فقط، إنما من كل الجهات، يريدون إلحاق خسائر فادحة في المجتمع الخليجي بأكمله، في تراثه وثقافته وعاداته وتقاليده، وبدأوا فعليا في الاستيلاء على عقول شبابنا وجندوهم في شبكة الإرهاب وربطوهم في قاطرة الموت وإذا لم نصح وننتبه سنجد أنفسنا وسط حلقة نارية قوية من كل الجهات والقوى المختلفة التي تريد الشر لدول الخليج.
إذا كانت جيوشنا كاملة التسليح وسياستنا الخارجية قائمة على أسس ومبادئ واحدة نابعة من المصير المشترك، لنعلن الاتحاد الخليجي ضمن هذا الاطار المهم في هذا الوقت تحديدا ونتبعه بالإجراءات التنظيمية المتعلقة بالسياسات الاقتصادية “اللي معطلتنا”. إن كلمة ومفردة الاتحاد الخليجي سترعب أعداءنا وستفتت سياستهم المعادية وستبعد دولنا الـ 6 عن سياسة الضغط والتهديد التي تتلقاها بين فترة وأخرى من الدول صاحبة الوجهين والأقنعة. العالم يمر اليوم وبمعرفة قادتنا بمرحلة من المتغيرات الدولية وصلت الى حالة تغيير جذري في المجتمعات وبتجنيد عناصر محلية واستخدامها الى اقصى حد في زعزعة الأمن والاستقرار بل والتفاوض مع الأجنبي نفسه لبيع الأوطان ومساندة المنظمات الإرهابية وحركات التمرد وكل من له مصلحة خبيثة في منطقتنا، كل ما نطلبه من قادتنا هو نقل الشعب الخليجي من التعاون الى الاتحاد لكي تكون جبهتنا ووحدتنا قوية ومتراصة ولا شيء غير ذلك قبل أن يفوت الآوان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية