العدد 2415
الثلاثاء 26 مايو 2015
banner
لا حاجة لتصفح التاريخ لنعرف من هو الأمير خليفة بن سلمان! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الثلاثاء 26 مايو 2015

دائما الحوارات الصحفية التي يجريها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه مع الصحف العربية والعالمية تشد القارئ العربي؛ لأنها تقدم له إجابات وحقائق تساهم في تنامي الوعي وتجعله على بينة مما يدور حوله ويكون ملتصقا بقضاياه العربية بشكل حميمي وتجعله أيضا قريبا من واقعه بصيغة جدية. حوارات سموه تشكل حماية لدولنا الخليجية والعربية من الأخطار المحدقة بها من كل جانب ومحرك أساسي للعمل الموحد والمشترك.
إن ما تفضل به سمو حفظه الله ورعاه في حواره الشامل مع صحيفة الأخبار المصرية التي نشرت يوم الأحد الماضي يعد ترسانة من الحكمة والمعرفة؛ من أجل تسخير كل الطاقات والإمكانات لخدمة أوطاننا وشعوبنا العربية.
يقول سموه في إحدى إجاباته:
(لا يمكن أن نرى ما يهدد مصالحنا وأمننا القومي في المنطقة والأمة العربية ونلزم الصمت أو عدم الحراك، ومن هنا كان هذا التحرك العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة الذي جاء تأكيداً على وحدة الهدف والمصير، وأن وحدة العرب ينبغي أن تكون حاضرة، وأن يعلم الجميع أن العرب لن يسمحوا أبدا بالتجاوز. ونحن نؤكد على أن مستقبل المنطقة يتجه نحو الأفضل، وأن الوقت قد حان لكي تنعم دولها وشعوبها بالأمن والاستقرار، وأن يتفرغ أبناؤها للتنمية بعيدا عن الحروب والصراعات).
سموه يؤكد لنا هنا أن الطريق السليم والفعال لتحقيق أمننا واستقرارنا هو التعاون ووحدة الصف وخلق تلاحم وحدوي وجبهة واحدة للتصدي لكل من يريد الشر لبلداننا التي يجب أن تكون أقوى من أي وقت مضى. القوة العربية هي وحدها القادرة على وضع الأسس الكفيلة بحماية أراضينا والتصدي للقوى التي تريد وتسعى لتفتيت مجتمعاتنا. الكيان العربي قادر على تحقيق الأمن والاستقرار وسلامة شعوبنا وحماية مصير الأمة.
ولخص سموه حفظه الله بأسلوب واضح الفوضى التي طالت بعض البلدان العربية تحت مسمى “الربيع العربي” بالقول:
(وإننا لنتعجب من الذين يصفون ما حدث في السنوات القليلة الماضية، بأنه كان “ربيعا”، فهل رأى أحد ربيعا تتدهور فيه حياة الناس إلى هذا المستوى الذي نراه في بعض الدول بمنطقتنا، وإذا كانوا يصفون الجحيم بأنه “ربيع” و”فوضى خلاقة”، فهو خداع للناس بازدهار زائف).
صدقت يا سيدي، فما حدث في السنوات القليلة الماضية هو البؤس والشقاء بكل معانيه المريرة والقاسية، ولم ينتج عن ذلك الجحيم الذي أسموه الربيع إلا الخراب والدمار والفوضى. لم يكن ربيعا مثلما طبل له البعض، ولكنه طريقا لاستهداف الأوطان من الداخل واضعافها بشكل خاص، والوقائع التي حدثت أكدت لنا هذه الحقيقة. خدعوا الناس ببيانات وتصريحات ولائحة مفتوحة مما لذ وطاب، بينما كانت الجلسات السرية مستمرة من أجل التدخلات الخارجية التي كان يراد منها تذويب المنطقة ورسم خارطة جديدة تتناسب مع أعداء الأمة.
صدقوا الإغراءات والكلام الزائف والمحاضرات التي كانت تركز على تشويه الحقائق والضرر بالأوطان، بل وتصوروا أنهم منتصرون فعلا، في حين أنهم اصطدموا بواقع يثير الشفقة.
ليس أسهل من الفتنة والتحدث عن الخلافات الطائفية، فهذه بصورة عامة أساليب أعداء الأمة العربية والإسلامية والحركة التي يسيرون عليها؛ نظرا لخطرها الكبير والمؤثر في البلدان. لقد لعبت الفتنة والطائفية دورا مهما في إشعال الحروب على مدى التاريخ، وهذا شيء يجب أن نفهمه جيدا. وعن هذا الأمر قال سموه:
(إن بث الفتن وترويج الخلافات الطائفية، كان ولا يزال الخطر الذي نحذر منه، والمدخل الذي يدخل منه من لا يريدون الخير للمنطقة العربية، ويرون في تقسيمها هدفا أساسيا للسيطرة على خيرات هذه المنطقة. وينبغي أن نتنبه إلى ما يحاك حولنا، وألا نغفل عن خطوات تنفيذه التي نراها ماثلة أمام أعيننا، ونؤكد على أننا لن نتمكن من إحباط مثل هذه التوجهات، إلا بتكاتفنا ووحدتنا وتضامننا مع بعضنا البعض).
تلك كانت مقتطفات من حوار سموه حفظه الله، ولا حاجة لتصفح التاريخ لنعرف من هو الأمير خليفة بن سلمان!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية