العدد 2386
الإثنين 27 أبريل 2015
banner
عدم إصلاح ما يتلفه المخربون والإرهابيون... قرار سليم! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الإثنين 27 أبريل 2015

لقد كتبت ذات مرة عن الميزانية التي تهدرها الدولة في إصلاح ما يتلفه المخربون والإرهابيون كالإشارات الضوئية وأعمدة الإنارة وغيرها بشكل مستمر. حيث تستبدل وزارة الأشغال الاشارة التي طالتها يد الإرهاب اليوم، وفي الغد يقوم الإرهابيون بحرقها وإتلافها مرة ثانية كما هو حاصل في الإشارة الضوئية الواقعة بين المدينة وتوبلي. فهذه الإشارة تم استبدالها مرات عديدة ولكن دون فائدة، مما حدا بوزارة الأشغال التوقف عن استبدال الإشارة والاكتفاء بوضع مرتفع تخفيف السرعة على الشارع المذكور كما جاء في بيان لها.
أمر حسن ما فعلته وزارة الأشغال لأن الاستمرار في تصليح ما يتلفه المخربون سيستنزف من خزينة الدولة وهي مشاريع تخريبية مدروسة، الغرض منها هدر المال العام وإعاقة المرافق العامة والسعي الى تدمير البنية التحتية والنيل من الإنجازات والمكاسب. خلال السنوات الماضية قرى كثيرة تعيش في ظلام دامس بفعل تخريب مولدات الكهرباء أو العبث بأعمدة الإنارة. أماكن وشوارع موحشة بعد أن كانت تعج بالناس من كل صوب، والسبب تركيز المخربين والعملاء على هذا الطريق نظرا لأهميته، حيث يصورون الأماكن الموحشة في القرى ويرسلونها للمنظمات المعادية ليقولوا ان الحكومة لا تهتم بالقرى ولا تنفذ فيها المشروعات وتفتقد للرعاية والتطوير. حرب جديدة كما قلت عنها في شكل استنزاف خزينة الدولة بصفة عامة وتشويه سمعتها بصفة خاصة على وجه التحديد. لقد اهتمت الحكومة بالمرافق وأصلحت الكثير مما أتلفه وأحرقه الإرهابيون ولكن حماية الممتلكات العامة لا يعرفها الا المواطن الذي عنده الولاء والذي يقدر المكتسبات الوطنية ويحافظ عليها، انه سلوك حضاري تجده في اي مكان بالعالم، فالإنسان بطبعه يولي البيئة التي يعيش فيها اهتماما متزايدا من خلال المحافظة عليها وتجميلها وتطويرها، اما ما يحصل عندنا فهو نوع نادر من الغباء، معضلة ناجمة عن مرض اسمه الخيانة والتبعية ومن العسير معالجة الوضع. فهؤلاء الذين يحرقون الإشارات الضوئية وأعمدة الإنارة ويلوثون البيئة بتعمد “مب متربين” وتسيطر عليهم روح تخريب الوطن واتباع وصفات الشياطين البشرية الحاقدة على البحرين. هؤلاء يعيشون في مغارات التخلف والرجعية وأكبر دليل على ذلك هو قيامهم بحرق وتخريب المرافق العامة التي تخدمهم وتلبي احتياجات منطقتهم. المواطن يفرح بالمشاريع وبرامج التنمية التي تخدمه وهؤلاء يرفعون راية النصر “بالإصبعين” عند حرق الممتلكات العامة وتخريب الشوارع ويحسبون عملهم بطولة وانتصارا. لا أحد ينتصر على الوطن. ومن هنا نطالب بخطة وطنية كاملة لإيقاف مهازل المخربين في الشوارع والقرى، وتطبيق استراتيجيات تكفل حماية المرافق العامة وسن القوانين الرادعة في حق كل من يقوم بحرق أو إتلاف اشارة ضوئية أو عمود إنارة أو مرفق عام أو خاص بدوافع إرهابية كما هو حاصل الآن. التوقف عن استبدال المرافق التي يتلفها المخربون خطوة ممتازة وبالغة الأهمية حتى يشعر على اقل تقدر أهالي المنطقة بالمسؤولية ويحموا مجتمعهم من عبث المخربين، لاسيما أن أهالي المنطقة أو القرية يعرفونهم جيدا وجاء الوقت للتصدي اليهم والعمل بروح المسؤولية الوطنية العامة ورفضهم. على أهالي القرى مهمتان أساسيتان، الأولى فرض موقفهم الرافض للإرهاب بكل شدة، والثانية التعاون مع رجال الأمن والتبليغ عن أي مخرب وإرهابي يريد العبث بالقرية ويمنع أهلها من الوصول الى جهات أعمالهم ايا كانت، يجب أن يساهم اهالي القرى التي تتعرض بشكل يومي لأعمال الحرق والتخريب مساهمة أساسية في القضاء على هذا المرض وإزالة كل من يريد تعكير صفو حياتهم من الطريق. لقد تمادوا كثيرا.. بادروا بخطوة صادقة من أجل قريتكم ووطنكم ومستقبل أبنائكم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .