العدد 2361
الخميس 02 أبريل 2015
banner
“المرور والأشغال” يفتقدان المسح الميداني لكفاءة الشوارع! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الخميس 02 أبريل 2015

الشوارع الرئيسية في أي بلد شريان الحياة الحقيقي وأية متاعب في هذا الشريان ستعطل البلد وتوسع معاناة المواطنين. مؤخرا وجه سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه خلال جلسة مجلس الوزراء الى تبني إجراءات تكفل معالجة حدة الازدحامات والاختناقات المرورية وإيجاد حلول لها، خصوصا شارع الشيخ خليفة بن سلمان من ناحية السيف نحو مدينة عيسى وشارع الفاتح ناحية أم الحصم وشارع الشيخ عيسى بن سلمان، وذلك تجاوبا من سموه حفظه الله مع الاستطلاع الذي نشرته “البلاد” عن الازدحامات المرورية على الشارعين الحيويين المذكورين.
إن مشكلة الاختناقات المرورية في شوارع البحرين الرئيسية هي إحدى الصور التي تعبر عن عدم التنسيق بين الجهات المختصة والمتمثلة في ادارة المرور ووزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، فالشوارع الرئيسية تتعرض للأزمات والاختناقات ومع الأسف لا نجد خطة موحدة من قبل الجهات المختصة ولا رسما مناسبا يهدف الى تلافي أوجه الخلل في هذه الشوارع الحيوية. فشارع كبير وواسع مثل شارع الشيخ خليفة بن سلمان كيف تصبح السيارات فيه عاجزة عن الحركة لمسافة طويلة؟ أين الدراسة والتصميم لمسارات الطرق ووضع المواصفات اللازمة؟ أيعقل أن يكون المنعطف الواقع في وسط “الهايوي” والمؤدي إلى مدينة عيسى هو السبب لكل هذه الزحمة؟ هذا المنعطف ما هو إلا جزء من مشاكل عدة قد ترتفع ما لم تبدأ الجهات المختصة معالجتها فورا، والحق ان الذي ساعد على استفحال هذه المشكلة هو عدم تواجد دوريات المرور بشكل منتظم مع معرفة الإدارة حجم الازدحام اليومي في هذا الشارع الحيوي خصوصا وقت الذروة. أما شارع الفاتح فقد أصبح من وجهة نظري ضيقا خصوصا مع المتغيرات المتسارعة في المنطقة التي تشهد بشكل متواصل نموا في معدلات الفنادق والشقق والمباني المختلفة حتى غدت من المناطق العمرانية المأهولة، ولكن يبدو أن الجهات المعنية تعمل بشكل منفرد في ظل عدم وجود مسح ميداني لاستطلاع الرأي العام وإجراء المقابلات مع المواطنين والمقيمين وقائدي المركبات من أجل ايجاد الحلول المناسبة ودراسة كفاءة الطرق والشوارع. هذا ما ينقصنا في شوارع البحرين وهو السبب الأول في ارتفاع الازدحامات المرورية بشكل مخيف وعدم قدرة الشوارع على الاستيعاب مع انها شوارع “هايوي”.
بودنا أن نعرف، هل تقوم إدارة المرور ووزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني بقراءة مستقبلية مبنية على قاعدة واسعة من البيانات تتعلق بالحركة المرورية وحجمها؟ وهل تقوم الجهتان بإجراء استبيان دوري يغطي كافة شوارع المملكة من أجل اجراء التحسينات على الطرق والشوارع؟
لم نر أية جهة توزع استبيانا على المواطنين تأخذ فيه آراءهم بخصوص الحركة المرورية، بل كل ما نقرأه ونسمعه منهم أن عدد السيارات في البحرين وصل إلى الرقم الفلاني، طيب وماذا عن معدل الازدحام والمشكلة التي سيخلقها الرقم؟ السيارات في ازدياد ولكن كيف نطور الشوارع لمواكبة ذلك الازدياد؟ شوارع البحرين الرئيسية طاقتها الاستيعابية بدأت تنخفض بشكل ملحوظ مع التوسع العمراني وعدم وجود نظام وآلية تحد من الاختناقات المرورية التي “طفرت” الناس!
إن توجيهات سيدي سمو رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه واضحة وهي ألا تكون هناك تأثيرات سلبية في الشوارع والطرق على المواطنين والمقيمين، وها هو اليوم يوجه لسرعة إنجاز الإجراءات التي تحد من الازدحامات والاختناقات المرورية في الشوارع الرئيسية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .