العدد 2355
الجمعة 27 مارس 2015
banner
لماذا لا نقطع علاقاتنا بالنظام الإيراني؟! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الجمعة 27 مارس 2015

شدد مجلس النواب في بيان له على أهمية قيام الحكومة باتخاذ خطوات أكثر وإجراءات اكبر بالتنسيق مع دول مجلس التعاون الخليجي ضد الممارسات الإيرانية المستفزة تجاه مملكة البحرين وكل دول الخليج.
على أي حال هذا البيان ليس هو الأول ولن يكون الأخير ضد التدخلات السافرة للنظام الإيراني المجرم في دولنا. فقد اعتدنا ردة الفعل هذه رغم ما تتعرض له البحرين من اختبارات صعبة وأخطار جسيمة وتحديات بسبب المخطط الإيراني الصفوي. متى سنفهم أن علاقتنا مع النظام الإيراني المجنون علاقة معدومة الأهداف طالما الحقد الأسود يعربد في قلوبهم ولا يلتزم بأية أخلاق وأعراف، فهذا النظام لن يغير ما في نفسه من أحقاد ولن يبدل أبدا من توجهاته المعادية للبحرين وموقفه المتعصب الطائفي الأعمى. الخطوط العامة والمحددة لعلاقتنا مع إيران واضحة ويتحدد على الدولة اليوم ومن هذا الواقع ان تتخذ قرارا شجاعا وتقطع علاقتها بهذا البلد الذي يحاربها باستمرار ويتدخل في شؤونها وعدم الاكتفاء بالبيانات والاستنكارات. كم بيانا حررته وزارة الخارجية حول التدخلات الإيرانية في الشأن البحريني؟ كم مسؤولا رفيعا استهجن تدخلاتهم وأكاذيب مهرجيهم في الحرس الثوري والحكومة؟ لماذا أقصى ما نستطيع فعله هو مجرد إصدار بيانات الاستنكار والشجب والصرخات أسفا على انحراف هذا النظام العنصري عن جادة الصواب؟ الحقيقة التي تصرخ عبر مئات الأحداث والوقائع تقول إن إيران لا يمكن ان تكون جارة مسالمة ستتراجع عن مخططاتها وأساليبها المستفزة والحقيرة تجاه وطننا، خصوصا أن دولة من هذا النوع تسير على استراتيجية واضحة وهي تشجيع الطائفية وتكريس الانقسام. إيران بلد مريض.. تلك هي القاعدة، بلد عنصري وطائفي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
على البحرين وكما شدّد مجلس النواب وهو يمثل الإرادة الشعبية اتخاذ خطوات أكثر وإجراءات اكبر ضد النظام الإيراني الذي لم ولن يتوقف عن الدعايات المضللة وأساليب الكذب والزيف وتشجيع الإرهاب. علينا تحديد موقف واضح واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لقطع العلاقة معهم بدل البيانات التي لا تنتهي. لقد دخلت المنطقة الآن طورا جديدا بفعل سياسة إيران وصفقاتها وإذا لم نستعد للمواجهة “قطع أشكال العلاقة وتجميدها” وإعطاء ظهرنا لهم فإن الواقع سيقود إلى تبعات قد تكون مضرة لمجتمعاتنا إذا ما بقينا نصافح هؤلاء المجانين والأعداء الذين لا يحترمون سيادة الدول ولا العلاقات الطيبة.
إذا أرادت البحرين ان ترتفع إلى مستوى الأخطار المحدقة فعليها ان تقطع علاقاتها بالعدو الإيراني وتغلق هذا الباب المزعج، فإلى متى وهم يتطاولون علينا ويثيرون المشاكل؟ إن ما تستحقه إيران عبر تصاعد واستمرار تدخلاتها في الشأن البحريني والخليجي هو تنفيذ قرار قطع العلاقة وهو المطلب الشعبي لنا جميعا. إيران تمارس ضدنا كل ما يتناقض مع علاقات حسن الجوار وتفتعل المشاكل ولهذا وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قال مؤخرا في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره البريطاني فيليب هاموند (الوضع الخطير الذي تمر به المنطقة يتطلب تنسيق المواقف، إيران تمارس سياسات عدائية، وتتدخل في دول المنطقة)، إنها رسالة واضحة لدول الخليج بضرورة حسم مواقفها مع النظام الإيراني الذي بات مزعجا للغاية. الطبيعة البشرية تجعل الإنسان يتخلى عن العضو المريض في جسده إذا كان يشكل خطرا على حياته. وإيران كذلك، ينبغي الابتعاد عنها لأنها مستنقع آسن لا يمكن أن ينظف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .