العدد 2331
الثلاثاء 03 مارس 2015
banner
زوجتي وابنتي كادتا أن تكونا من ضحايا الإرهاب! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الثلاثاء 03 مارس 2015

لكل شيء مرحلة ونهاية، ولكن لا نعرف حقيقة متى ستنتهي عمليات حرق الإطارات في شوارعنا، أصبح الأمر وكأنه ظاهرة أو أزمة حادة لا سبيل الى الخروج منها ما لم يطبق قانون رادع ينهي هذه الجريمة التي تهدد حياة المواطنين الأبرياء، وكان آخرها “زوجتي وابنتي” حيث خرج الإرهابيون كالجرذان فجأة مساء يوم الأحد في شارع جدعلي وأشعلوا الإطارات بالقرب من سيارة زوجتي وكانت المسافة بين السيارة والإطارات المشتعلة أمتارا قليلة مما حدا بابنتي بالخروج من السيارة وهي في حالة يرثى لها، إطارات مشتعلة بالقرب من سيارة، ماذا ستكون النتيجة لولا لطف الله؟
نحن على ثقة تامة برجال الأمن والدور الكبير الذي يقومون به، فهم درعنا المتين الذي تتحطم عليه أفعال أولئك الإرهابيين والمخربين، ولكن لابد من وضع حد لهذه الاعتداءات المتكررة التي تهدد حياة المواطنين. كل شيء عاد الى وضعه الطبيعي في البلد باستنثاء عمليات حرق الإطارات وإغلاق الشوارع. إن كنا نرى الإرهاب يلفظ انفاسه الأخيرة والاعتداءات المدعومة من الخارج بدأت تنحسر بفضل يقظة رجال الأمن، فما السبب إذا في بقاء ميدان حرق الإطارات في الشوارع والطرقات مفتوحا ولا يزال يستثمر فيه الإرهاب؟ لماذا هذه الاعتداءات المتواصلة في الشوارع وعلى المكشوف؟
لماذا مازلنا نرى الملثمين بشعاراتهم الانقلابية يخرجون بين فترة وأخرى في الشوارع ويحدثون الفوضى والتخريب؟.
أكاد أجزم أن سبب كل ذلك الخطب التحريضية، فالخطب التحريضية رافد أساسي لعمليات الحرق والتخريب وتعمل على تشكيل منظمات متطرفة من الشباب. خطبهم واضحة وهي خليط بين الشعارات والأوصاف وكلها تمجد استخدام العنف والمواجهة وتفجير الأوضاع وخلخلة الأمن والاستقرار.
طالما بقي المحرضون خلف المنبر فلن تكون هناك نهاية لعمليات التخريب في الشوارع حتى إن كانت عمليات محدودة، المنابر المحرضة هي القوة المحركة لحركة الإرهاب والتخريب وتكوين العصابات والجماعات الضالة. بل تلك المنابر مسؤولة عن المسائل التكتيكية والنظرية لأية عملية إرهابية بطريقة ما. فمن هناك تتم ولادة الفكرة وتبنيها ومن هناك أيضا تحصل الموافقة والاتفاق الشامل بين الأغلبية، بمعنى ان آيديولوجية التخريب والإرهاب التي تنتشر بين الشباب الملثمين الذين نراهم يحملون المولوتوف مسمتدة اساسا من المحرضين ودعاة الفتنة الذين يبثون التطرف والشعارات من على المنابر الدينية وهي منابر تشبه اخطر الكتب الهدامة التي تغسل الادمغة غسيلا تاما وتوجه المتلقي الى مدرسة الإرهاب والانقلاب وحركات الفوضى والتخريب.
مازالت مشكلتنا في البحرين هي تلك المنابر التحريضية التي تشعل التطرف وأعمال العنف من خلال مكبرات الصوت التي توجه النداء الى الشباب ومرتادي دور العبادة ومع الأسف هي منابر امام الانظار ومعروفة ولكن لا نعرف سبب عدم التصدي لهذه العدوى التي كادت ان تجر البلاد الى حافة الحرب الأهلية لحد الآن؟
حاسبنا من اشتغل في السياسة وتمرد وأضر بالسلم الأهلي واشترك في مؤامرة واسعة ضد الوطن، ولكننا لم نحاسب من يستغل المنبر ودور العبادة في التحريض ودعم الإرهاب وأعمال التخريب. المنابر الدينية المتطرفة التي توزع صكوك الإرهاب وتبذل قصارى جهدها لإثارة الفوضى في الشارع هي أخطر ما يمكن تركه في المجتمع، لأنها كالشريان الذي يغذي العنف والإرهاب والطريق المعبد لارتكاب جرائم ضد الوطن والمواطنين.
أنا لا أنقل حادثا إرهابيا تعرضت له زوجتي وابنتي، أبدا.. إنما أنقل ما يتعرض له كل أهل البحرين بصورة يومية، اليوم العناية الإلهية أنقذت أسرتي ولكن من يدري ماذا يحصل غدا؟!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .