العدد 2326
الخميس 26 فبراير 2015
banner
شكرا سيدي سمو رئيس الوزراء أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الخميس 26 فبراير 2015

من غير سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه يرسم صورة لغد أفضل لأبنائه المواطنين ويرفض أية ظواهر سلبية في المجتمع بإمكانها ان تؤثر على الأسرة البحرينية. ما إن كتبنا في الصحافة عن قضية سكن العزاب في الأحياء السكنية ومدى خطورة هذا الوضع على العوائل، حتى وجه وكلف سموه حفظه الله في الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء لجنة وزارية مشتركة برئاسة وزير العمل بتفعيل القرارات التي تنظم سكن العمالة خصوصا العزاب منهم في الأحياء السكنية المأهولة لتجنب أية آثار اجتماعية سلبية، بل وتشديد الرقابة على الباعة الجائلين من العمالة السائبة.
لطالما كانت قضية سكن العزاب والعمالة السائبة من القضايا التي تشغل الرأي العام، وهي من القضايا التي تحتاج الى تفرغ تام للقضاء عليها تدريجيا، هذا الملف الخطير تجاوز حدوده كثيرا ونتائجه أصبحت كارثية في معظم مناطق المملكة. توجيه سموه حفظه الله حيال هذه القضية يعني ضبط المعايير والتعامل بصرامة وتكثيف عمليات التفتيش للحد من هذه الظاهرة وتداعياتها، فقد تسبب سكن العزاب القريب من العوائل بمشاكل كثيرة ووصل الوضع الى حد الانفجار ما لم نسرع في الإجراءات الصارمة وتنظيم العملية.
أحد الإخوة قال لي بعد أن قرأ ما كتبته عن معاناة أهالي مدينة عيسى وسكن العزاب، اذهب إلى مدينة آبائك وأجدادك “يعني المحرق طبعا” وشاهد الفرجان القديمة التي تحولت الى مستعمرات آسيوية. وإحدى الأخوات علقت بالقول، “تعال جوف اللي يبيعون السمك يم السوق الشعبي... أعزكم الله، الوساخة واصلة ليوين”.
إذا نحن نعيش في البحرين مع مشكلة بدأت صغيرة ولكنها اليوم اخذت حيزا كبيرا وبدأت ترسل اشعتها المؤذية في كل الأحياء والمدن بعد أن اتجه أصحاب العقارات إلى التفكير في مصالحهم الشخصية وسمحوا للعزاب بالسكن في عقاراتهم دون أي اعتبار لحرمة “الفرجان”، وآخرون أغرقوا البلد بالعمالة السائبة “فري فيزا” واستغلوا تأجير السجلات في غير محلها من اجل الربح فقط دون اي تفكير بالنشاط غير القانوني الذي يقوم به العامل الآسيوي الذي يجوب الشوارع والطرقات.
الأرقام التي ذكرتها الجهات الرسمية عن العمالة السائبة مخيفة جدا ولها تأثير مباشر على التركيبة السكانية والحياة الاجتماعية في المملكة، وهي تعد بالنسبة لنا في دول الخليج من اكثر المشاكل والازمات التي يجب التصدي لها بسرعة نظرا لخطورتها. مفهوم العمالة لا يعني العدد كما هو حاصل عندنا، انما نوعية العامل، اذ ليس في مقدور اي عامل ان يمتهن اية حرفة قد تتطلب خبرة ومعرفة، وهذا ما ينقصنا في دول الخليج، نستقدم “حيا الله اي عامل” من أية دولة آسيوية ونقذفه في البلد ونتركه هكذا لغاية أن يصبح رقما زائدا! وهذه الإشكالية وعدم المسؤولية إن صح التعبير أخذت تزداد يوما بعد يوم لغاية أن وجدنا أنفسنا بين آلاف من البشر يقيمون معنا بشكل غير قانوني في ظاهرة مخيفة فعلا لها أبعاد سلبية من كل الجوانب.
إن توجيه سيدي سمو رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه بمثابة المشروع العملاق وعلى جميع الجهات المعنية ذات العلاقة بالقضية أداء مهامها والقيام بمسؤولياتها بما يحفظ أمن وسلامة المجتمع واتخاذ الاجراءات والخطوات الكفيلة بالقضاء على تلك الافعال الدخيلة على مجتمعنا البحريني، فشكرا سيدي سمو رئيس الوزراء على توجيهاتكم الدافعة الى البناء والعمل من اجل البحرين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية