العدد 2298
الخميس 29 يناير 2015
banner
صورة جديدة من التآمر على البحرين.. “طلاب ثقافة الشعوب”! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الخميس 29 يناير 2015

الأميركيون الذين استدعوا إلى مبنى الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية قالوا إنهم طلبة جامعيون وإن جانبا من دراستهم تتعلق بالاطلاع على ثقافة الشعوب. هؤلاء يسكنون في شقة بمنطقة الدراز وكما قيل إنهم قاموا بتصوير بعض المسيرات المخالفة دون إذن من الجهات المختصة وحضروا فعاليات أهلية واجتماعية بقصد تعلم اللغة العربية.
“يا سلام” من يريد تعلم ثقافة الشعب البحريني ويطلع على حضارتنا ما عليه إلا الذهاب إلى منطقة الدراز وينسى المتاحف والقلاع والمناطق الأثرية التي تغص بها البحرين، عن أية ثقافة يبحثون عنها في الدراز وهي من المناطق التي تكثر فيها أعمال التخريب والإرهاب وتم فيها اكتشاف مخازن للأسلحة؟ أي نوع من الثقافة التي يريد معرفتها هؤلاء وأية صورة يريدون نقلها الى من ارسلهم؟
تركوا كل البحرين واختاروا الدراز ليتعرفوا على ثقافة الشعب البحريني، “ودنا نصدق بس قوية”!
نشكر وزارة الداخلية على سرعة اعمال البحث والتحري واستدعاء المذكورين، ولله الحمد دائما رجال الأمن في يقظة دائمة، ولكن يجب أن لا يغيب عن بالنا أن المؤامرة على البحرين لم تنته، ربما تأخذ اشكالا مختلفة ولكن الهدف واحد ولن يتغير، وهذه ربما صورة جديدة من صور التآمر على البحرين ولكن من مدخل جديد، مدخل استغلال الطلاب الأجانب واللعب بورقة الثقافة والبرامج الأكاديمية والزيارات والتعرف على العادات والتقاليد، فبعد أن كانوا يبعثون “الجواسيس” في هيئة مراسلين صحافيين، نجدهم اليوم يبعثونهم في هيئة طلاب جامعيين، ومن يدري ربما يرسلون جواسيسهم غدا على شكل وفود رياضية أو تجارية أو حتى أفواج سياحية أو طبية، فالمخططات لن تنتهي وقاعدة التعاون والتشاور بين أعداء البحرين في الداخل والخارج مازالت قائمة والتنسيق بينهم لن يتوقف.
من يتصور أن المؤامرة على البحرين شاخت وهرمت فهو واه، بل مازالت قائمة ومستمرة وأعداؤنا يعملون بأوجه مختلفة وتقنيات جديدة والمنظمات والشبكات ستعيد الكرة من جديد ولكن بفكر وفلسفة مغايرة عن السابق. كل الأنظار متجهة اليوم الى جرائم الحوثيين في اليمن ومواجهتهم مع الحكومة، ويتساءل عن تمدد هذه العصابات وما هي المكتسبات التي يريدون تحقيقها، وفي مقابل ذلك نرى فتورا غير طبيعي في تصرفات النظام الإيراني تجاه البحرين ودول الخليج عموما، بمعنى أن النظام الإيراني ومعه كل عدو للبحرين “سواء من الأصدقاء المتلونين أو غير الأصدقاء” ربما قصدوا هذا الضجيج المفتعل في اليمن لتمرير الخطط وخلط الأوراق في الساحة لاستعادة النفس والتعبئة من جديد لإلحاق الضرر بالبحرين ولكن بأسلوب ومخطط جديد يتمثل في استغلال طلاب الجامعات والتركيز على الوفود السياحية والفعاليات الثقافية والاجتماعية.
حتى أغبى شخص في الكون لن يصدق أن أولئك الطلبة الأميركيين سكنوا في منطقة الدراز من أجل اكتشاف ثقافة الشعوب وتعلم اللغة العربية كما ادعوا، بل من المؤكد أنهم جاءوا لمقاصد أخرى نتمنى معرفتها من الأجهزة المختصة بعد استكمال التحقيق والإجراءات القانونية المتبعة في مثل هذه الحالات، وكل ما نريد التأكيد عليه في الفترة القادمة هو ضرورة تكاتف المواطنين على اختلاف شرائحهم مع رجال الأمن واطلاعهم على كل ما يثير شكوكهم كما حصل مع هؤلاء الطلاب الأميركيين، نريد من المواطن البحريني ان يكون شريكا اساسيا في حفظ أمنه واستقراره ويكون مدافعا عن حياض وطنه جنبا الى جنب مع رجل الأمن، فالمؤامرة لم تنته ومثلما يقوم رجل الأمن بمهامه الأمنية على المواطن ايضا ان يقوم بدوره في حماية مجتمعه من اي دخيل وهو على قدر المسؤولية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية