العدد 2297
الأربعاء 28 يناير 2015
banner
بعض النواب “يبناكم عون صرتو لنا فرعون” أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الأربعاء 28 يناير 2015

“بعد استعراض بعض النواب عضلاتهم الصحافية بشأن برنامج الحكومة بتهور وبدون منطق وعقلانية، فهل علينا أن نندم للتصويت لهم”، هذه تغريدة واحدة من بين العديد من التغريدات والتعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي على سطحية تفكير بعض النواب وطريقة تعاملهم وكما نقول بالعامية “هوي هوي” مع برنامج الحكومة. حيث اتضح أن بعض النواب لا يستطيعون الاندماج في البرلمان ولا الحياة الديمقراطية بسبب قلة الوعي وعدم معرفتهم أصلا بالمرونة والمناقشة الفاعلة المبنية على المصلحة العليا للبحرين. هؤلاء يتصورون أن الصلاحيات الواسعة التي منحت لهم ستجعلهم رعاة النهضة الحقيقية وأساتذة العطاء في بناء الدولة، في حين انهم يضعون العقبات والصعوبات في طريق برنامج الحكومة الذي لا يخفي على اي مراقب ومتابع أنه يشتمل على رؤية وخطوات مستقبلية تصب في مصلحة المواطنين ويطرح كذلك مشاريعا كبيرة متلاحقة ستخدم هذا الوطن الغالي.
ليس هناك أحرص على مصلحة المواطن البحريني من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، والحكومة لم تبخل أبدا على المواطن وتعمل في حدود إمكانياتها رغم التحديات التي تمر بالمنطقة منها انخفاض أسعار النفط التي بدأت تلقي بظلالها على الكثير من الدول المجاورة، وحتى قبل هذه التحديات لم تتباطأ الحكومة أبدا في دفع أي مشروع يفيد المواطن وعملت بكل إمكانياتها من أجل النماء والرخاء والعيش الكريم.
لا نريد أن يطلق عليكم يا بعض النواب المثل القائل “يبناكم عون صرتو لنا فرعون”!
مناقشة برنامج الحكومة لا تتم بالطريقة التي ينتهجها البعض، “صريخ وتهديد ويا أما ترفعون الرواتب أو نرفض البرنامج، ما راح نمرر أي شيء إلا عقب ما تسون لنا”!
يا إخوان، كونوا في موقع المسؤولية ولا تجعلوا من الناس “تتحسف” على انتخابكم، نعني البعض بكل تأكيد، هذا البعض الذي يتصور أنه العارف والمخلص وهو أفهم من كل الجهات في صنع القرار وإنجاز اهداف التقدم والتطوير، في حين انه لا يفقه في الأمور المالية وكل ما يتعلق بأمور الاقتصاد ولا يعرف أصلا ان المجلس النيابي وضع للدراسة المتأنية والموضوعية لكل المشاريع التي تطرح وهدفه الأسمى هو الرقابة والإرشاد وليس التعطيل والوقوف في وجه تطلعات المواطنين. فعلى رأس هرم الحكومة يأتي سيدي سمو رئيس الوزراء وهذا يعني الكثير لنا كمواطنين، لأن سموه لا يدخر جهدا لتحقيق كل ما ينفع المواطن ولا يطرح اي برنامج للحكومة الا بعد التأكد من تحقيقه للمكتسبات في كل جانب من جوانب الحياة.
كونوا جهة رقابية مرشدة كما يريد منكم المواطن، وليس جهة معيقة للمشاريع التي ننتظرها من الحكومة على أسس غير سليمة وبلا أدنى معرفة وعلم. لعلمكم، المواطن ركبه ستين ألف عفريت بعدما قرأ عن اسقاط مشروع تخصيص 60 مليون دينار للبيوت الآيلة للسقوط، كيف تطالبون بتحسين الوضع المعيشي للمواطن وأنتم حرمتم هذا المواطن المسكين من حقه الذي أرادت الحكومة إيصاله؟
هناك شيء اسمه مرونة في العمل وكل حكومة لها قدرات وإمكانيات، وحكومة البحرين لبت احتياجات المواطنين منذ زمن بعيد فيما يتعلق بالسكن والتعليم والصحة وإلخ.. صحيح ربما هناك قصور وهذا شيء طبيعي في اي مجتمع، ولكن الذي نعرفه عن قيادتنا انها تريد للمواطن مزيدا من التقدم والرفاهية.
على مدى الأسابيع الماضية لم نشهد من بعض النواب إلا مهرجانات للكلام والتصريحات غير المسؤولة والابتعاد كليا عن أية مسألة تخص الاقتصاد الوطني ورفع مستواه بما يعود بالنفع على دخل المواطن، وهذه البروفة ستتبعها مسرحية أبطالها نواب “فاشلون” همهم الأول هو “الشوو وحب الظهور” وكأنهم في طابور مدرسة وليس في برلمان وضع من أجل التعاون مع الحكومة والتعاضد والتكاتف معها من اجل المواطن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية