العدد 2294
الأحد 25 يناير 2015
banner
رحمك الله يا أبا الخليج والعرب... يا أبا متعب أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الأحد 25 يناير 2015

في البداية أتقدم إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه، وإلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد حفظه الله ورعاه، وإلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد حفظه الله ورعاه، بأحر التعازي بوفاة والد الجميع ودرع الأمة العربية ومهندس سياسة الاعتدال ورافع راية كرامة الشعب العربي ملك الإنسانية والتواضع الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته.
يا أبا الخليج والعرب، الحزن يلف جميع أقطار العالم العربي والإسلامي برحيلك، فارس عربي يندر وجوده.. مواقفه عملاقة عبر التاريخ مهما تحدثنا عنها فلن نستطيع حصرها أبدا، الدور الذي قمت به يا أبا متعب خدمة للإسلام وعموم الأمة العربية والإسلامية سيظل نورا مشعا، كتابا خالدا سيبقى مفتوحا في كف الزمن. نعم ستبقى رمزا كبيرا ومدرسة في خدمة قضايا الإسلام والمسلمين، وكل العالم شرقه وغربه، شماله وجنوبه، يشهد على مواقفكم الإنسانية وجهودكم العظيمة لإرساء السلام وتماسك الشعوب الخليجية والعربية والإسلامية ومستقبلها والحفاظ على وحدتها.
كنت حارسا أمينا لقضايا الإسلام والمسلمين وحملت قلبا واسعا يضم كل أبنائكم ليس في الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية أعزها الله، وإنما في دول الخليج وكل الوطن العربي والإسلامي. خدمت امتك العربية والإسلامية وأعطيتها كل وقتك وجهدك، وكل قطرة عرق نزلت من جبينك الطاهر وكل نبضة من قلبك الواسع تشهد على سعيك لخير البشرية والإسلام ورفعة شأن هذه الأمة العظيمة التي تفتقدك اليوم ويعتصر قلبها ألما لترجل فارسها الأول وقائدها الفذ.
كل بيت في البحرين وفي الخليج وفي كل الوطن العربي تنوح فيه الأمهات على فقدك يا حبيب الشعب وفارس الأمة، ونحن في البحرين على وجه الخصوص سنبقى ما حيينا نستذكر مواقفك الأبوية ووقفاتك ودورك الكبير في دحر مؤامرة الانقلاب التي تعرضت لها البحرين وإفشال المخططات المعادية، فقد كنت معنا، مع البحرين “ابنتك الصغيرة” كما قلت عنها دائما، كما مسحت عن جبين خليجنا الخوف والتردد أمام الأعداء ووقفنا خلفك ندافع عن كل شبر من ارض الخليج، ارض العرب ومهبط الرسالة.
يا رائد الوطن العربي الكبير، ستتعرف الأجيال تلو الأجيال على المعجزات التي تحققت في عهدكم، وستبقى ذاكرة الإنسانية تردد أمجادكم وأفعالكم في خدمة قضايا الإسلام والمسلمين. لم تكن مليكا عاديا، بل اجتزت بمواقفك ونضالك الرائع وصبرك العبقري وثباتك المثالي كل الحدود، وجندت كل طاقتك رحمك الله وطاقة مملكتنا الكبرى السعودية بكل إمكانياتها خدمة للإسلام والمسلمين ورفع كلمة الحق والخير.
إنجازاتك يا أبا متعب لا تعد ولا تحصى.. فكنت قائدا بكل معنى الكلمة وحققت لشعبك العزيز الرفعة والرخاء في كل الميادين حتى اصبح اسم المملكة العربية السعودية مرتبطا بالمراكز الأولى والقمة. أنت يا أبا متعب لست للمملكة العربية السعودية وحدها، وإنما لكل العرب والمسلمين، ولهذا كانت الطرقات حزينة واللوعة تلف جدران المنازل، لقد أعطيتنا وأعطيت هذه الأمة ما لم يخطر على البال وكنت أمينا على تاريخنا الخليجي وتراثنا وتقاليدنا العظيمة بمواقفك البطولية الدائمة.
كما بايعناك من قبل رائدا وقائدا وبطلا عملاقا، نبايع اليوم عضيدك سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه، وسنسير على نهجه وتحت رايته، وكل ما نطلبه من قادتنا في دول الخليج هو الإسراع في تحقيق رغبة وحلم فقيدنا الغالي بإعلان الاتحاد الخليجي.
رحمك الله يا أبا العرب أبا متعب وأسكنك فسيح جناته ولنا الصبر والسلوان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .